Tag Archives: Iraqi Insurance

Covering Fund-investigating the origins of the concept

رصيد التغطية في التأمين ما بين بهاء بهيج شكري وبديع أحمد السيفي

رصيد التغطية في التأمين ما بين بهاء بهيج شكري وبديع أحمد السيفي

رصيد التغطية في التأمين ما بين بهاء بهيج شكري وبديع أحمد السيفي

مصباح كمال

نشرت أصلًا في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين

http://iraqieconomists.net/ar/wp-content/uploads/sites/2/2021/11/Misbah-Kamal-Funding-Cover-IEN-final.pdf

http://iraqieconomists.net/ar/2021/11/29/%d8%b1%d8%b5%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ba%d8%b7%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%85%d8%a7-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d9%87%d8%a7%d8%a1-%d8%a8%d9%87%d9%8a/

رصيد التغطية Covering Fund

يشير هذا المصطلح إلى المبالغ المخصصة في المحفظة التأمينية لمواجهة طلبات التعويض وتتكون من صافي أقساط التأمين غير المكتسبة وناتج الاستثمار مع الاحتياطي الاختياري المرصود لتلك المحفظة.[1]

بهاء بهيج شكري، المعجم الوسيط في مصطلحات وشروط التأمين، 2016

1-     رصيد التغطية في فكر بهاء بهيج شكري

1-1      رصيد التغطية في رسالة لبهاء بهيج شكري

أثار بهاء بهيج شكري في رسالة له إلى مصباح كمال بتاريخ 15 تشرين الثاني 2015 مسألة الأمانة الفكرية ارتباطًا باستخدامه لمصطلح رصيد التغطية لأول مرة في تاريخ الكتابات التأمينية العربية والأجنبية في سياق تقييمه لبديع السيفي كرجل تأمين وكاتب في قضايا التأمين.  فبعد استعراضه لظروف تأليف بديع السيفي لكتابه التأمين علمًا وعملًا (بغداد، الطبعة الأولى 1972) وكيف تمكّن السيفي من تأليف الكتاب وأنه لا يريد التعليق على هذا الأمر، كتب شكري الآتي:

غير أن ذلك لا يمنعني من التطرق إلى واقعة أزعجتني كثيرا، كي ألقي الضوء على طريقة السيد بديع في تأليف كتابه المذكور.  فقد كنت أول من وضع مصطلح (رصيد التغطية) Covering Fund من بين الخبراء الأجانب والعرب.  وشرحت عناصره ووظيفته في تحقيق توازن المحفظة التأمينية.  فنقل السيد بديع ما كتبته حول ذلك بالنص من كتابي “النظرية العامة في التأمين” دون أن يشير إلى المصدر.  وحيث أن كتاب النظرية العامة قد نفذت طبعته الأول بعد شهر من تاريخ صدوره ولم أعيد طبعه، فإن بعض الكتاب العرب نقلوا فكرة رصيد التغطية عن كتاب السيد بديع وأشاروا إلى أن مصدرها كتاب “التأمين علمًا وعملًا“.  كما أن شرح بعض المصطلحات التي وردت في قاموس تيسير التريكي نقلا عن كتاب السيد بديع كان بديع قد نقلها نصا من كتاب النظرية العامة للتأمين دون إشارة إلى المصدر.

يقول شكري في رسالته:

كنت أول من وضع مصطلح (رصيد التغطية) Covering Fund من بين الخبراء الأجانب والعرب.  وشرحت عناصره ووظيفته في تحقيق توازن المحفظة التأمينية.

ليس بإمكاننا التحقق من صحة هذا القول نظرًا لأن كتب التأمين العربية المتوفرة لدينا، وهي قليلة، لا يرد فيها ذكر لرصيد التغطية، لكننا نثق به لأن شكري، ومن خلال معرفتنا بكتاباته، لا يلقي الكلام على عواهنه.  ولمقاربة الموضوع استعنّا بالشبكة العنكبوتية للتعرف على حضور مصطلح “رصيد التغطية” وزرنا عددًا من الصفحات للبحث عنه لكننا لم نعثر عليه باستثناء إشارة تقترب قليلًا من المصطلح في موقع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، تونس.  وقد وردت كما يلي:

كم يساوي مبلغ التعويض؟

يساوي مبلغ التعويض، مجموع الاشتراكات الأجرية المستحقة، بعد تحيينها حسب معدل نسبة الفوائد الصافية لرصيد التأمين المتعلق بالتعويضات الطويلة الأمد.[2]

في كتاب مترجم ورد ما يقترب قليلًا من مصطلح رصيد التغطية ولكن دون تسميته:

ويتوقف نجاح عملية التأمين على اختيار قدر كاف من الأخطار المتشابهة للتأمين عليها مما يسمح بالحصول على خبرة بشأن متوسط الخسائر، ومن ثم يمكن قياس درجة احتمال وقوع الخطر وتقدير المال المطلوب به في ذلك الصندوق الخاص Common Fund or Pool لمقابلة الخسائر التي تنجم عن وقوع هذا الخطر.[3]

راجعنا بعض الكتب التأمينية باللغة الإنجليزية إلا اننا لم نعثر على مصطلح رصيد التغطية Covering Fund الذي أورده بهاء بهيج شكري وأعلن أنه هو أول من وضع هذا المصطلح.  لكننا لا نعدم أن نجد مفردة الرصيد/الصندوق Fund في معاجم التأمين الإنجليزية.  فعلى سبيل المثل: نقرأ التالي في أحد المعاجم:

صندوق

مخصص أو احتياطي.  إن لكل فئة من أعمال التأمين صندوق يعتمد على رصيد الأقساط ناقصًا المطالبات والمصروفات بعد الأخذ في الاعتبار أي تحويل إلى أو من حساب الربح والخسارة.  في التأمين على الحياة، غالبًا ما يعني ذلك مجمع من الأصول يُدار بشكل منفصل لأغراض إدارة الأصول والخصوم.  قد يتم فصل الصناديق قانونًا أو تعاقديًا مما قد يحدُّ من حرية الشركة في تحويل الأصول بين الصناديق.[4]

ونقرأ في أحد المواقع المتخصصة وتحت عنوان Funding Cover ما يلي:

يمكن استخدام أغطية التمويل funding covers لتوليد دخل استثماري.  فعندما تكتتب شركة التأمين بوثيقة تأمين جديدة، فإنها توافق على تعويض حامل الوثيقة عن الخسائر المغطاة بهذه الوثيقة.  وفي مقابل تحمل الشركة لهذا الخطر، يدفع المؤمن له قسطًا لشركة التأمين.  تستخدم حصيلة الأقساط لدفع المطالبات، وكذلك لتوليد دخل استثماري.  ويتعين على شركات التأمين الموازنة بين الآليات التي تستخدمها لإدارة تمويل المطالبات المستقبلية ورغبتها في توليد الأرباح من خلال استثمار الأقساط.[5]

إذا اعتبرنا رصيد التغطية، تجاوزًا،[6] معادلًا لمصطلح الاحتياطيات Reserves الشائع الاستعمال في الكتابات التأمينية فإن ذلك قد يفسر غياب رصيد التغطية Covering Fund في الكتابات الإنجليزية عن التأمين.  إذا كان هذا التفسير صحيحًا فإن ما قام به شكري هو إضفاء لمسة مكثفة على مفهوم الاحتياطيات، ودور إعادة التأمين في تصحيح الانحراف في التوقعات الإحصائية للأضرار لشركة التأمين، المعروف في أدبيات التأمين العربية والأجنبية.[7]  ولنا أن نضيف إلى ذلك أن ما قام به شكري هو التنظير الأولي، في مرحلة مبكرة، لإشكالية تعامل شركات التأمين مع التزاماتها التعاقدية والأسس الفنية التي تقوم عليها.  وجعل من رصيد التأمين عنوانًا ينتظم العمل التأميني ويضمن مطابقة الأصول مع الخصوم.  وقد استفاد السيفي منه مباشرة، ولكن دون الاعتراف بالدين الفكري لشكري، للتوسع في عرض العناصر الداخلة في إدارة رصيد التغطية.

للفائدة نعرض هنا بسرعة بعض الاحتياطيات فهي من الأدوات التي تستخدمها شركة التأمين في دعم رصيد التغطية.

الاحتياطيات الفنية (Technical Reserves)

تنفرد شركات التأمين وشركات إعادة التأمين باحتجاز مثل هذه الاحتياطيات التي تعتبر في حقيقتها مخصصات تقابلها التزامات ترتبت على شركة التأمين تجاه حملة الوثائق وعلى شركات إعادة التأمين تجاه شركات التأمين المسندة (Ceding Companies) وتعتبر حسابياً من حقوق حملة الوثائق في حسابات شركات التأمين ومن حقوق المُسندين في حسابات إعادة التأمين.  وهي على نوعين:

  1. (Unearned Premiums Reserve تخصص لمواجهة المسؤوليات التي تتحقق خلال فترات وثائق التأمين الممتدة خلال السنة التالية لسنة اصدارها.

2-       احتياطي التعويضات الموقوفة (Outstanding Claims Reserve).  وهذا الاحتياطي هو واحد من الاحتياطيات الفنية التي يجب ان تتضمنها الحسابات الختامية لشركات التأمين وإعادة التأمين وهو مخصص لإيفاء الشركة بالتزاماتها المترتبة على تعويضات تحققت وبُلّغَ عنها ولكنها لم تسدد خلال السنة أو السنوات المالية التي تحققت فيها وتدعى Reported But Not Settled (RBNS) ويتم احتساب هذا الاحتياطي بكامل المبالغ التقديرية للأضرار المتحققة.

وهناك نوع آخر من هذا الاحتياطي عن حوادث وقعت خلال السنة المالية ولكن لم يُبلَّغ عنها وتحتسب وفق التجارب والخبرات السابقة، ويدعى احتياطي حوادث وقعت ولم يبلغ عنها Incurred But Not Reported (IBNR)

مع العرض بأن الاحتياطيات الفنية أعلاه بنوعيها الزامية على شركات التأمين وإعادة التأمين.  ويتعين عليها الالتزام بها وبالتفاصيل المنصوص عليها في القانون المعني وإن لم تُعتمد بشكلها الصحيح في الحسابات الختامية يُعرّض الشركة الى المساءلة القانونية.  وهناك احتياطيات أخرى من بينها احتياطي الكوارث Catastrophe reserve.

1-2     رصيد التغطية في كتاب بهاء بهيج شكري: النظرية العامة في التأمين

لقد كتب بهاء بهيج شكري عن رصيد التغطية في المبحث الثاني (توزيع عبء الأخطار) من الفصل الثالث من كتابه النظرية العامة في التأمين كما يلي:

ويقصد برصيد التغطية مجموع المبالغ التي تحصل عليها هيئات التأمين كأقساط تأمين من المؤمن لهم وتكرسها لتغطية الأخطار التي يتحملها البعض منهم نتيجة لتحقق الخطر المؤمن منه.  ويلعب رصيد التغطية الدور الرئيسي في عملية توزيع أعباء الخطر إذ يتوقف نجاح هذه العملية على كفاءة الرصيد وطريقة تكوينه، فكلما كان رصيد التغطية متوازنا ومتعادلا مع حصيلة الأضرار بحيث يمكن لهيئة التأمين تغطيتها منه دون أن تضطر إلى اللجوء إلى رأس مالها وموجوداتها الخاصة كلما كان ذلك دليلا على نجاح عملية التوزيع.

إن هيئة التأمين باعتبارها وسيطا بين المؤمن لهم المتعاونين، ينبغي عليها أن تبني تقديراتها على أسس دقيقة لتتجنب التورط بتحمل تبعة الأخطار على عاتقها وعليها أن تبذل ما لديها من طاقات فنية لتحقق التوازن المطلوب بين رصيد التغطية وحصيلة الأضرار.  ويتوقف تحقيق هذا التوازن بوجه عام على عوامل ثلاث هي (1) قسط التأمين و (2) انتقاء الأخطار و (3) الانحرافات.[8]

هذه الفقرة تلخص الآلية التي تقوم عليها مؤسسة التأمين: إن المبالغ التي تحصل عليها هيئات التأمين كأقساط تأمين من المؤمن لهم تكرّسها لتغطية كلفة الأخطار (الخسائر أو الأضرار التي تلحق بالبعض منهم) باستخدام الطاقات الفنية المتوفرة لها (سلامة سياسة تسعير الأخطار والاكتتاب، وحماية إعادة التأمين لموازنة المحفظة التأمينية).

إذا أضفنا إلى ذلك أن مؤسسة التأمين الحديثة والمعايير والأدوات التي تعتمدها، وبعضها اكتوارية، للقبول بتأمين أخطار دون غيرها قابلة للتأمين تقوم على استخدام جملة اعتبارات متداخلة لضمان عدم تعريضها للإعسار أو الانهيار المالي، فإننا بذلك نقترب من رصيد التغطية حسب مفهوم شكري لها.  ومن بين ما تضمه هذه الاعتبارات:

وقد أوردنا هذه المعايير في ترجمة بحث تاريخي حول تأمين الأخطار[9] وقد نقلنا بعضها من كتاب باللغة الإنجليزية.[10]

إن تسعير الخطر التأميني صار يعتمد على استخدام البيانات الضخمة في صنع النماذج/الموديلات models لأغراض الاكتتاب ورسم سيناريوهات المستقبل إضافة إلى التحليل الاكتواري والاعتماد على دليل التسعير الجاهز (التعريفة) بالنسبة للأخطار النمطية، وكل ذلك مقترنًا بخبرة مكتتب التأمين وتوفر حماية إعادة التأمين والموارد المالية لدى شركة التأمين.

تقوم آلية التأمين التجاري على تحصيل أقساط التأمين من المؤمن لهم لقاء سلعة غير منظورة (وَعدٌ مُثبت في وثيقة التأمين) لا تُسلّم آنيًا لهم بل في وقت ما في المستقبل لمن يتعرض منهم لخسارة.  وبسبب هذا الترتيب نشأت الحاجة القانونية إلى إقرار شركات التأمين بتخصيص مبالغ مناسبة مقابل الالتزامات الائتمانية fiduciary لشركات التأمين (كونها مؤتمنة على أموال/أقساط التأمين المحصلة من جمهور المؤمن لهم).  وتسجل هذه الالتزامات كمطلوبات في بياناتها المالية.

نستنتج من هذا أن شركات التأمين لا تستطيع تسجيل الأقساط كدخل متحقق لها إلا مع انقضاء الوقت الذي يتم خلاله توفير حماية التأمين، وعندها تصبح الأقساط مكتسبة earned.  ولهذا يُلزم المُشرّع شركات التأمين تنظيم حساب تحت عنوان احتياطي أقساط التأمين غير المكتسبة unearned premium reserve، وهو الاحتياطي الذي يستفاد منه لتسديد المطالبات في المستقبل.  وهناك احتياطيات أخرى كاحتياطي الأخطار السارية، واحتياطي الخسائر المتحققة غير المُبلّغة لشركة التأمين (التأخر في الإبلاغ)، واحتياطي التعويضات الموقوفة، كما ذكرنا سابقًا.  إن مبدأ الاستحقاق accrual principle الذي تستخدمه شركات التأمين في إعداد الحسابات الختامية، يقضي أن أقساط التأمين المكتتبة خلال السنة لا ينظر إليها باعتبارها إيرادًا مكتسبًا.

إن معرفتي المحاسبية محدودة لا تسمح لي بالتعليق على استخدام المصطلحات المحاسبية.  ما أستطيع قوله هو أن مصطلحي “الاحتياطي” و “المسؤولية” في محاسبة التأمين والاصطلاح التأميني مترادفتان.  وقل مثل ذلك بالنسبة لـ “المخصصات الفنية” و “الاحتياطيات الفنية” كما يرد في المادة 1 من تعليمات ديوان التأمين رقم (2) لسنة 2006، تعليمات أسس احتساب المخصصات الفنية، أي أن “المخصصات” و “الاحتياطيات” مترادفتان.[11]

مكونات رصيد التغطية

في الصفحات 71-78، توسع شكري في شرح مكونات رصيد التغطية لتحقيق التوازن بين هذا الرصيد وحصيلة الخسائر والأضرار، وهي:

قسط التأمين (الذي يخضع لثلاث اعتبارات هي الخطر ويفرد له مثالين، ومبلغ التأمين، وفترة التأمين)،

انتقاء الأخطار (الذي يقتضي من شركة التأمين انتقاء تلك الأخطار التي تتميز بتجانسها وكثرتها)،

الانحرافات (بمعنى “تجاوز الأخطار المتحققة فعلا الحدود التي أمكن التوصل لها عن طريق العمليات الإحصائية بأن تكون أكثر عددا وحدة مما توقعته هيئة التأميم.”  وهو ما “يؤدي إلى الإخلال بالتوازن بين رصيد التغطية وحصيلة الأضرار.  وتتوقف درجة شدة الانحرافات على عاملين، هما عامل الكثرة وعامل القيمة.  فكلما كانت المخاطر المتجمعة كثيرة وكلما كان التفاوت بين قيمة هذه المخاطر ضئيلا كلما خفت شدة الانحرافات.”[12]

وقد نقل السيفي هذه المكونات دون الإشارة إلى مصدرها.

1-3     موقف بهاء بهيج شكري من معجم مصطلحات التأمين لتيسير تريكي

قائمة مراجع معجم تيسير التريكي تضم كتاب السيفي التأمين علمًا وعملًا إلا أن المعجم لا يضم مدخلًا عن رصيد التغطية Covering Fund أو Funding Cover ولكن يرد مدخل Fund بمعنى “مخصص، رصيد، صندوق: مبلغ من النقود مخصص لغرض معين.”  ويرد أيضًا مدخل Funding بمعنى “تخصيص: تخصيص جزء من أصول الشركة لغرض الإيفاء بالتزامات معينة.”[13]

يعني هذا أن معجم التريكي لم ينقل من كتاب السيفي حرفيًا أو ضمنيًا.

2-     رصيد التغطية عند بديع أحمد السيفي

2-1     مقاربة لرصيد التغطية من منطلق القانون المدني العراقي في كتاب بديع أحمد السيفي التأمين علمًا وعملًا

بعد عرضه للمادتين 988 و 989 من القانون المدني (وجوب تسديد التعويض بمقتضى عقد التأمين)، والمادة 986 (التزام المؤمن له بدفع قسط التأمين)، يستنتج بديع السيفي في كتابه التأمين علمًا وعملًا:

ان أساس رصيد التعويض اذن هو أقساط التأمين أولًا وأخيرًا، ولولا رصيد التغطية وفي الحقيقة لولا أقساط التأمين لما استطاع المؤمنون تأدية التعويضات إلى مستحقيها من المتعرضين للأضرار بسبب وقوع الأخطار المؤمن ضدها …

وإن لرصيد التغطية دوره الهام في عملية توزيع أعباء الخطر وحيث يتوقف نجاح هذه العملية على وجود التوازن بين هذا الرصيد وحصيلة الأضرار بحيث لا تلجأ الى مد يدها الى رأسمالها أو موجوداتها الخاصة …

إن وجود التوازن وتحقيقه بين رصيد التغطية وحصيلة الأضرار يتوقف على ثلاثة أركان (1) قسط التأمين و (2) انتقاء الأخطار و (3) الانحرافات.[14]

في الصفحات 35-37 من الكتاب يقدم السيفي شرحًا للعناصر الثلاثة جريًا وراء العرض المُكثف والمُتقن الذي قدمه شكري.

2-2     رصيد التغطية في كتاب بديع أحمد السيفي: الوسيع في التأمين وإعادة التأمين

كرس بديع السيفي فصلًا لموضوع رصيد التغطية في كتابه الوسيع في التأمين وإعادة التأمين (ص 263-298).  في الفقرة الأولى من هذا الفصل كتب ما يلي:

ويقصد برصيد التغطية حصيلة أقساط التأمين التي تستوفيها شركة التأمين من المؤمن لهم قيمًا لسلعة التأمين لتؤدي منها مبالغ التعويض أو مبالغ التأمين المستحقة عليها بوقوع الخطر المؤمن منه.[15]

وتحت العنوان الثانوي “رصيد التغطية وكيفية تحديد أسعار واقساط التأمين ووضع تعريفات التأمين” في هذا الفصل كتب التالي:

ان تحديد واعتماد أسعار واقساط التأمين ووضع تعريفاته والسياسة السعرية بشكل شامل تشكل اهم جانب في العملية التأمينية والعملية التسويقية ورواج التأمين.

والحق ان شركات التأمين انما هي مؤسسات تجارية خدمية، ينهض عملها أساسا على دور جوهره الوساطة بين المؤمن لهم المستهدفين للخطر والمساهمين جميعًا في تحمل تكلفته بما يدفعون لها من أقساط تأمين يعوض منها من تصيبه الاضرار منهم او يدفع منها لمن يقع له الحادث المشمول بالتغطية عند حصوله او حلول اجل العقد (أي في نهاية مدة التأمين).  فمعروف أن حوادث الحريق مثلًا وخسائرها وكذلك سائر الخسائر الأخرى ومهما كبرت ومهما خطرت فإنها تصيب البعض فقط وبالتأمين يشترك كثيرون من المعرضين لنفس الخطر ويساهمون بتعويض من أصابتهم الخسائر عن خسائرهم، وتلك المساهمة التي يشترك فيها أولئك جميعًا ومن ضمنهم الذين اصابتهم الخسائر تتم بطريقة دفع أقساط التأمين وبوساطة شركات التأمين التي تدير عمليات التأمين.[16]

وكتب تحت العنوان الثانوي “توازن رصيد التغطية مع حصيلة الأضرار والمبالغ المستحقة” الآتي:

ان توازن رصيد التغطية مع حصيلة الأضرار والمبالغ المستحقة يتحقق إذا ما اعتمدت الشركة الأسعار المناسبة وجمعت الأقساط اللازمة الكافية لدفع التعويضات عن الخسائر التي تصيب المؤمن لهم ولدفع مبالغ التأمين المشمولة بالتغطية ولتغطية النفقات الخاصة بعمليات التأمين من عمولات انتاج ومصاريف إدارية عامة وغيرها ولتكوين الاحتياطيات الحسابية Mathematical Reserves والاحتياطيات الفنية Technical Reserves وكذلك الاحتياطيات الكوارثية Catastrophic Reserves …[17]

2-3     بديع أحمد السيفي وفقر الأمانة الفكرية

من قراءتنا لما كتبه السيفي عن رصيد التغطية نستطيع القول إنه استوعب المفهوم المرتبط برصيد التغطية بعد تعرّفه عليه في كتاب النظرية العامة للتأمين لبهاء بهيج شكري الصادر سنة 1960، وعبَّر عنه بطريقته متوسعًا في عرض جوانب مختلفة له.  فهو لم يستخدم لغة شكري:

ويتوقف تحقيق هذا التوازن بوجه عام على عوامل ثلاث هي (1) قسط التأمين و (2) انتقاء الأخطار و (3) الانحرافات.

إلا مرة واحدة:

إن وجود التوازن وتحقيقه بين رصيد التغطية وحصيلة الأضرار يتوقف على ثلاثة أركان (1) قسط التأمين و (2) انتقاء الأخطار و (3) الانحرافات.

2-4     هل يبرر شيوع الأفكار سلوك السيفي؟

قد نجد تفسيرًا لعدم ذكر السيفي لمصدر المفهوم كونه معروفًا في الأدبيات التأمينية بشكل أو آخر فيما كتبه الاقتصادي الأمريكي ألن إﭺ وُلِيتْ في كتابه النظرية الاقتصادية للخطر والتأمين (1901):

من الضروري أن أشرح هنا قصوري في تقديم الاعتراف في جميع الحالات بفضل الآخرين للأفكار التي سبق نشرها من قبل.  ويعود السبب في هذا القصور في بعض الأحيان إلى حقيقة أن هذه الأفكار قد أصبحت ملكاً مشتركاً أصبح معها من المستحيل إرجاعها لكاتب معين.  وفي حالات أخرى فإن إغفال ذكر الأسماء يجد تفسيره في واقع أنه خلال القراءات الكثيرة عن موضوع التأمين غض النظر عن أهمية العديد من الأفكار في وقت القراءة.  وبعد التعرف على أهميتها وتصبح موضع تقدير لم يعد من الممكن دائما تتبع مصادر هذه الأفكار.[18]

لكن مصطلح رصيد التأمين لم يكن شائعًا عندما كتب السيفي كتابه الأول سنة 1972 وكتابه الثاني سنة 2006، كما حاولنا تبيانه سابقًا.

إن ما يُعيب منهج السيفي في كتابيه التأمين علمًا وعملًا والوسيع في التأمين وإعادة التأمين علمًا وقانونًا وعملًا هو عدم ذكره لمصدر مفهوم رصيد التغطية الذي لم يكن “ملكًا مشتركًا” أي أنه لم يكن في التداول العام، فمراجع الكتابين لا تضم كتاب شكري النظرية العامة للتأمين، وهو ما أشرنا إليه في مكان آخر.[19]  لم يأتِ عدم ذكر كتاب شكري سهوًا إذا أخذنا بعين الاعتبار المراجع الكثيرة التي ضمها كتاب الوسيع، وهو ما يؤكد على اطلاعه الواسع على أدبيات التأمين.  إن إهمال ذكر كتاب شكري يؤشر على فقر في الأمانة الفكرية.  ما الذي يخسره أي كاتب لو كشف عن مصادر أفكاره؟

7 تشرين الثاني 2021


[1] بهاء بهيج شكري، المعجم الوسيط في مصطلحات وشروط التأمين: إنجليزي-عربي (عمان: دار الثقافة، 2016)، الجزء الأول، ص 388.

[2] https://www.cnss.ma/ar/content/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B4%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%A9

[3] و. أ. دنسديل، مبادئ التأمين، ترجمة: دكتور أحمد عبد العزيز الانصاري، مراجعة: دكتور يحيى عويس (القاهرة: مؤسسة سجل العرب، 1965)، ص 15

[4] C. Bennet, Dictionary of Insurance (London: FT Prentice Hall, 2nd Ed 2004, first published in 1992), p 138.

[5] https://www.investopedia.com/terms/f/funding-cover.asp

February 07, 2021

[6] ما نحاوله هنا، وربما نكون على خطأ، هو الاقتراب من تفسير لأطروحة بهاء بهيج شكري لريادته في ابتكار مصطلح رصيد التغطية وسبب غياب هذا المصطلح في الأدبيات التأمينية العربية والأجنبية.  نأمل من الزملاء المختصين البحث في الموضوع للوصول إلى رأي صحيح وأكثر صلابة.

[7] راجع على سبيل المثل:

John H. Magee, General Insurance (Chicago: Richard D Irwin, 3rd revised printing 1945.  First published in 1936), p 60-61.

G. W. de Wit, “Sources of Funds and Estimation of Reserves,” Ch 15 in Stephen Diacon, editor, A Guide to Insurance Management, (London: Macmillan, 1990), pp 245-265

[8] بهاء بهيج شكري، النظرية العامة للتأمين (بغداد: مطبعة المعارف، 1960)، ص 70.

[9] جيفري كلارك، “وجهة نظر تاريخية عن التأمينية، “ترجمة: مصباح كمال، مجلة التأمين العراقي:

http://misbahkamal.blogspot.com/2010/06/historical-viewpoint-on-insurability.html

[10] Baruch Berliner, Limits of Insurability of Risks (Englewood Cliffs, N.J: Prentice-Hall, 1982).

[11] للمزيد من الشرح راجع: منعم الخفاجي، “الاحتياطيات في حسابات التأمين،” شبكة الاقتصاديين العراقيين:

http://iraqieconomists.net/ar/wp-content/uploads/sites/2/2017/11/منعم-الخفاجي-الاحتياطيات-في-حسابات-التأمين.pdf

[12] شكري، مصدر سابق، ص 78.

[13] Tayseer H. Treky, A Dictionary of Insurance Terms, English-Arabic: A Dictionary of Insurance Terms, English-Arabic معجم مصطلحات التأمين (London: Witherby & Co, 1985), p 130.

[14] بديع أحمد السيفي، التأمين علمًا وعملًا (بغداد: د. ن.، 1972)، ص 34-35.

[15] بديع أحمد السيفي، الوسيع في التأمين وإعادة التأمين علمًا وقانونًا وعملًا، الجزء الأول، (بغداد: د. ن.، 2006)، ص 263.

[16] السيفي، الوسيع، ص 268.

[17] السيفي، الوسيع، ص 271.

[18] Allan H. Willett, The Economic Theory of Risk and Insurance (Homewood, Illinois: Richard D Irwin, 1951), first published in 1901 by The Columbia University Press, page xi.

[19] في استذكار بديع أحمد السيفي (1926-2018)، إعداد وتحرير مصباح كمال، (مكتبة التأمين العراقي، 2019)، فصل “تمهيد ودعوة لبحث وتقييم نقدي،” ص 39.  فقد كتبنا الآتي: “من باب التقييم الأولي، يكفي أن نشير هنا إلى أن مراجع الوسيع، العربية والأجنبية غير مكتملة، فهي لا تذكر أول كتاب منهجي في مكتبة التأمين العراقية لبهاء بهيج شكري النظرية العامة للتأمين (بغداد: 1960) أو كتاب كاظم الشربتي التأمين: نظرية وتطبيق (بغداد: الطبعة الخامسة 1974)، أو كتاب جمال الحكيم التأمين البحري (القاهرة: 1955) وغيرها من المراجع.”

A Note on the National Insurance Company and Production

ملاحظة على شركة التأمين الوطنية وإنتاج أعمال التأمين

مصباح كمال

نشرت في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين:

http://iraqieconomists.net/ar/wp-content/uploads/sites/2/2021/07/Misbah-Kamal-NIC-Insurance-Production-Comment-of-Israa-Saleh-Daoud-IEN.pdf

http://iraqieconomists.net/ar/2021/07/26/%d9%85%d8%b5%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%88/

قرأت مؤخرًا تقريرًا نشرته وكالة الأنباء العراقية بتاريخ 8 تموز 2021 تحت عنوان “التأمين الوطنية توضح إجراءاتها الخاصة بتعويض المتضررين من الحرائق.”  https://www.ina.iq/129852–.html تضمن حديثًا مع الآنسة إسراء صالح داؤد، مدير عام الشركة.  وقد نقل التقرير معلومات مفيدة للمهتمين بالتأمين وللقراء عمومًا.

توقفت عند فقرة نقلها كاتب التقرير عن مدير عام الشركة ذكر فيها أنها تؤكد أن

أي شركة او مخزن او مول يرغب بالتأمين عليه مراجعة شركة التأمين ويملأ استمارة طلب التأمين وهناك لجنة كشف من الشركة تتولى إجراء الكشف لتقييم الخطر وتسعيره وتحديد القسط.

ظاهريًا ليس هناك ما يستدعي التساؤل عن الإجراء الذي تتبعه شركة التأمين الوطنية: مراجعة طالب التأمين للشركة للحصول على التأمين الذي يرغب به.  ولكن عند التأمل والتحليل نرى أن المضمر في هذا التأكيد هو أن الشركة لا تسعى إلى الإنتاج بل تنتظر أن يأتي إليها المؤمن لهم المرتقبون، طالبو التأمين، لتقوم بالتأمين على أموالهم ومسؤولياتهم.  والمضمر أيضًا افتراض وجود وعي بأهمية شراء الحماية التأمينية لدى طالبيها، لكن واقع الحال يشير إلى ضعف هذا الوعي إلا لدى القلة من الأفراد والشركات التي تلجأ إلى شركة التأمين للحصول على وثيقة تأمين من مخاطر معينة.  هذا الواقع، ضعف الوعي بالتأمين، يقضي أن يأتي التعريف بأهمية الحماية التأمينية من شركات التأمين ذاتها ومن وسطاء ووكلاء ومنتجي أعمال التأمين.

ربما جاء هذا التأكيد في غفلة، أو من نظرة متوارثة إلى وظيفة إنتاج وثائق التأمين في شركات التأمين العامة تعززت بعد الاحتلال الأمريكي للعراق.  من معرفتنا البسيطة بالمدير العام للشركة نرى أن ما نقل عنها ليس دقيقًا، وهو ما نرجوه، فهي حريصة على تقدم شركتها وتقدم جميع شركات التأمين في العراق.  فقد عملت مؤخرًا، كما علمت، على ضمان تمثيل شركات التأمين الخاصة في اجتماعات مركز التدريب المالي والمحاسبي الذي يعمل على إقامة مؤتمر تحت شعار “إصلاح قطاع التأمين في العراق.”[1]  كما علمت بأنها تعمل على إعادة النظر بنص وثيقة التأمين على حياة المقترضين لضعف الصياغة وعدم الدقة في بعض المواضع.

من بين الانتقادات التي كانت تُوجّه لشركات التأمين العامة في العراق هو أنها، بفضل احتكارها لأعمال التأمين، لا تسعى إلى الإنتاج بل تنتظر طالبي التأمين ليأتوا إليها، وأن هذا الوضع يفسر عدم شيوع التأمين كما يجب.  وهذا انتقاد غير منصف وكان الهدف منه دائمًا هو الاستهانة بالقطاع العام والتقليل من دوره في النشاط الاقتصادي.  ففي الفترة ما قبل 2003، وخاصة ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، كانت شركة التأمين الوطنية، وبفضل إداراتها، تنتهج الخطط الإنتاجية[2] وتعمل على تحقيقها من خلال منتجي الشركة (كان للشركة قسم متخصص يحمل اسم قسم الإنتاج) ومن خلال ما يقرب من عشرين وكالة للتأمين.[3]  في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في تسعينيات القرن الماضي انحسرت أعمال هذه الوكالات وألغيت الاتفاقيات مع التأمين الوطنية.  ربما لم يكن الوضع مختلفًا بالنسبة لشركة التأمين العراقية (كان اسمها حتى أواخر ثمانينيات القرن المنصرم الشركة العراقية للتأمين على الحياة)، وكان معروفً عنها قوة جهازها التسويقي.

ومن أجل إبراز أهمية شركات التأمين الخاصة فإنها تُقارن مع شركات التأمين العامة، فالأطروحة السائدة هي أن الشركات الخاصة لا تنتظر أن يأتيها طالب التأمين بل هي التي تبحث عنه وتعمل على إقناعه بشراء الحماية التأمينية.

لعل التأكيد المنقول عن مدير عام شركة التأمين الوطنية الذي اقتبسناه يعزز هذه المقارنة إذ يبدو أن النهج الاستباقي proactive approach في إنتاج أعمال التأمين لدى شركات التأمين العامة، وخاصة شركة التأمين الوطنية في الفترة ما بعد 2003، صار مفقودًا وفي أحسن الحالات ضعيفًا.

ولعل ما يؤيد هذه الصورة هو قانون تأسيس شركة التأمين الوطنية رقم 56 لسنة 1950 الذي لا يزال نافذًا.  فالمادة 7 من القانون تقضي بأن

على دوائر الحكومة والمؤسسات الرسمية أن تعهد حصراً إلى الشركة بمعاملات التأمين التي تجريها.

وهذا القانون هو ما يتعكز عليه منتقدو الشركات العامة في الادعاء أن أعمال التأمين تأتي إلى شركة التأمين الوطنية دون جهد من قبلها.

لكن الصفة الحصرية تقتصر على “دوائر الحكومة والمؤسسات الرسمية” أي أن معاملات التأمين الأخرى تبقى مفتوحة للمنافسة بين شركات التأمين العامة والخاصة.  كما أن هذه الدوائر والمؤسسات قلما تلجأ لشراء التأمين.  ويمكن أن نذكر هنا أن معظم المستشفيات لا تشتري حماية تأمينية، مثلما أن العديد من المشاريع الحكومية لا يؤمن عليها.

إن أحكام هذا القانون تتضارب مع قانون تنظيم أعمال التأمين لسنة 2005، وهو ما حاولنا دراسته.[4]  فالمادة 81 من قانون 2005 تؤسس لإطلاق حرية التأمين:

أولاً- لأي شخص طبيعي أو معنوي عام أو خاص الحق في الاختيار بشراء منتجات التأمين أو خدماته من أي مؤمن أو معيد تأمين ما لم ينص القانون على خلاف ذلك.

ثانياً- لا يجوز اجبار شخص طبيعي أو معنوي عام أو خاص على شراء منتجات خدمات التأمين من مؤمن أو معيد تأمين أو وكيل أو وسيط أو مقدم خدمات تأمين محدد، ما لم ينص القانون على خلاف ذلك.

التضارب بين أحكام القانونين ما يزال قائمًا رغم التوجه الاقتصادي لحكومات ما بعد 2003 لبناء نظام اقتصادي رأسمالي بإرشادات من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وتحرير السوق وتعزيز التنافس بين الوحدات الاقتصادية وإعلاء دور القطاع الخاص (وإشاعة النهب والفساد والفقر والتفاوت الطبقي الحاد).  وهو ما يستدعي تنظيم المنافسة بين شركات التأمين العامة والخاصة على أسس اقتصادية وإزالة التنافر بين القوانين.  هذا بافتراض أن مشاريع الخصخصة أو الدمج بين الشركات العامة لم تعد قائمة في جدول أعمال الحكومة.

إن إزالة العوائق القانونية سيوفر الأرضية المناسبة لقيام منافسة حقيقية بين شركات التأمين العامة والخاصة.  وهنا تنهض مسألة كيفية حفاظ شركات التأمين على حصتها من الأعمال وسبل زيادتها، والخروج من رقدة انتظار مجيء طالب التأمين إليها.  لو ظلت شركة التأمين الوطنية على موقف انتظار طالب التأمين ليأتي إليها ستخسر الكثير من الأعمال لمنافسيها.

من المتوقع أن لا يظل حال قطاع التأمين العراقي على ما هو فيه الآن من ترهل وضعف في الموارد والقدرات الفنية إن تطورت شركات التأمين الخاصة نحو الأحسن، أو تم السماح بدخول شركات التأمين الأجنبية[5] عندها ستتراجع مكانة شركة التأمين الوطنية مالم تستلهم شيئًا من تراثها السابق، وتستفيد من الأدوات الحديثة لتسويق المنتج التأميني، وترفع مستوى خدماتها.

لنتذكر هنا أن د. سليم الوردي، الذي ترأس قسم التخطيط والمتابعة، ساهم على المستوى الفكري في إشاعة مفاهيم وتطبيقات تخطيط الإنتاج في شركة التأمين الوطنية وتسويق المنتجات والخدمات التأمينية في عقد السبعينيات وما بعدها.  فقد قام بترجمة وإعداد كتاب تسويق التأمين، وقبلها تعاون مع زملاء آخرين في تأليف كتاب تسويق خدمات التأمين.[6]

وقبل ذلك، لنتذكر حكاية أوردها الأستاذ عبدالباقي رضا في رسالة للكاتب اقتبس مقاطع مطولة منها لقيمتها التاريخية وما تنطوي عليه من مغزى.  ففي رسالة له جوابًا على سؤال عن ادارته للشركة كمؤسسة حكومية أو شركة تجارية، كتب الآتي:

سؤالك عن ادارتي الشركة كمؤسسة حكومية أو شركة تجارية يستحق وقفة خاصة.  تعلم انني عملت في القطاع الخاص مع مجموعة نشطة وطموحة ولم أحلم اني سأتحول للعمل في القطاع الحكومي وفجأة جاء التأميم وأصبحت مديراً عاماً لشركة حكومية.  بعد سنة وأكثر وأنا في شركة بغداد للتأمين حصل حريق كبير في سوق دانيال للأقمشة والتهم الكثير من المحلات التي كان مؤمناً عليها لدى شركتنا.  بعد أن أخمد الحريق وبانت أضراره الكبيرة بادرت إلى استحداث مكتب لتسوية التعويضات داخل السوق وأظن أن رفعت الفارسي كُلّف بإدارته وباشرنا بتسوية التعويضات موقعياً وعاجلاً مما كان له أثر طيب في نفوس أبناء السوق وكذلك المسؤولين.  من جهة أخرى وجهنا الجهاز الانتاجي في الشركة لحصد نتائج عملنا بإجراء التأمين على المحلات غير المؤمن عليها فكانت حملة انتاجية فريدة وناجحة.  هذا الأسلوب لم يكن بالإمكان الاستمرار عليه خاصة بعد ان تخصصت الوطنية، ذات الإرث الروتيني الحكومي، في أعمال التأمين العام.  لا أدري إذا كنتَ عاصرت الزوبعة التي أثارها ضدي بعض البعثيين وأدت الى احتجازي والزملاء موريس منصور وبصري محمد صالح ورفعت الفارسي[7] في الأمن العامة لمدة أسبوع بأمر محكمة الثورة التي وقفنا أمامها متهمين، قبل ان تقرر رئاسة الجمهورية غلق القضية بنصيحة بعض العقلاء من القيادات الاقتصادية التي كان يستشيرها رئيس الجمهورية في اجتماع أسبوعي معها.

في التحقيق الذي اجرته معي لجنة خاصة برئاسة وحيد إبراهيم، الذي أصبح فيما بعد وكيلاً لوزارة المالية لفترة ما، أنهيت افادتي الطويلة على سؤالها الأول بعبارة “إذا كنتم تريدون أن تُدار شركة التأمين كدائرة ضريبة الدخل فأنا لا أصلح لإدارتها وابحثوا عن غيري لها.” (التأكيد مني، م. ك.)

لقد أنجزت الكثير في هذا الاتجاه، مع ذلك ينبغي أن لا يغيب على البال إن إدارة مؤسسة حكومية لا بد أن تخضع الى ضوابط ملزمة وهي تخضع لرقابة أعلى سلطة رقابية في البلد هي ديوان الرقابة المالية ولا يمكن بأي حال من الأحوال مجاراة مرونة وحرية مؤسسة القطاع الخاص التي تخضع في أحسن الأحوال لمراقبة مراقب حسابات أهلي.  اعتقد انني بذلت ما أملك من ثقة لأدير الشركة بمرونة متميزة.[8]

ولي أن أضيف إلى ذلك ما كتبه الزميل العزيز محمد الكبيسي، الخبير في تسويق منتجات التأمين على الحياة، اقتبس فقرات قصيرة منه.  في ورقته بيَّن الفرق بين بيع وثائق التأمين والتسويق الذي أشار إليه بأنه ذلك “المزيج التسويقي المكون من عمليات:

1)    مسح السوق وتحديد الطلب.

2)    تهيئة وتأهيل رجال البيع (Sale Force).

3)    وضع الخطة الإعلامية السنوية ومتابعة تنفيذها.

4)    وضع الخطة الإنتاجية (القريبة والبعيدة) ومتابعة تنفيذها.

5)    تطوير المُنتج (Product) بمواكبة رغبات السوق.

6)    وأية جوانب أخرى حسب طبيعة السوق ومتطلباته.”

وتأكيده على أن زبائن الشركة في الفروع الاخرى زبائن مرتقبين في تأمينات الحياة، والعكس صحيح.  ويستدلُّ على ما جاء في عرضه الشيّق لتخطيط الإنتاج وإعداد المنتجين ومسائل أخرى بأنها ليست تنظيرًا إذ

يكفي إننا [في الشركة العراقية للتأمين على الحياة] كنا نحقق في زمن الحرب العراقية الإيرانية (عندما كان الأستاذ عبد الخالق رؤوف مديرها العام) نسبة نمو وصلت إلى 17% سنويا.  وكانت لدينا خمسة وأربعين ألف وثيقة حياة مختلط سارية المفعول مع عشرات المشاريع الجماعية وآلاف وثائق الحوادث الشخصية الملحقة بوثائق الحياة.  وكان لدينا 24 فرع جغرافي، واحد في كل محافظة وسبعة فروع في العاصمة بغداد.  وكان عدد المنتجين (المندوبين) المتعاقدين يصل إلى (180) عنصرا.[9]

من المؤسف أن تاريخ التأمين العراقي لم يبحث، وما هو منشور عنه يتوزع على كتابات متناثرة ولم تكتب أصلًا لتوثيق وتحليل هذا التاريخ.[10]  نبحث في التاريخ ليس لإعادته بل استنباط الدروس منه، وتعريف الجيل الحالي من العاملات والعاملين في النشاط التأميني به.  وقد قرأت في مكان ما علق بذاكرتي أنه لا مفر من استخدام المقارنات كوسيلة للمساعدة في التوضيح.

21 تموز 2021


[1] للتعريف بهذا المؤتمر راجع: مصباح كمال، “مركز التدريب المالي والمحاسبي ومؤتمر إصلاح قطاع التأمين في العراق،” موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين:

http://iraqieconomists.net/ar/wp-content/uploads/sites/2/2021/05/Misbah-Kamal-Conference-Financial-Acounting-Training-Centre-IEN.pdf

[2] سليم الوردي، “معايشتي لتجربة التخطيط في شركة التأمين الوطنية،” فصل في كتاب كتابات اقتصادية في التأمين، إعداد وتحرير مصباح كمال (مكتبة التأمين العراقي، 2017)

كتب د. سليم الوردي هذه الدراسة لتكون فصلاً في مشروعي لكتاب يكتب على شرف الأستاذ عبد الباقي رضا festschrift.  إلا أن هذا المشروع لم يتحقق حتى الآن لأن من توسمت فيهم المساهمة فيه خذلوني باستثناء المرحوم الوردي والسيدة إيمان عبد الله شياع.

وقد قمت بضم هذه المقالة لكتاب في استذكار أ. د. سليم الوردي، 1942-2016، إعداد وتحرير مصباح كمال (مكتبة التأمين العراقي، 2016)، ص 44-55.

[3] مصباح كمال ومشاركة منذر الأسود وفؤاد شمقار، “وكالات التأمين في العراق: محاولة أولية لاستثارة البحث،” مجلة التأمين العراقي: http://misbahkamal.blogspot.co.uk/2010/01/1.html

[4] مصباح كمال، “قراءة أولية لمشروع حصر تأمينات الدولة بشركة التأمين الوطنية،” موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين:

http://iraqieconomists.net/ar/2018/02/21/%d9%85%d8%b5%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%a3%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%88%d8%b9-%d8%ad%d8%b5%d8%b1-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%8a/

[5] المادة 29 من قانون الاستثمار رقم 13 لسنة 2006 لا تجيز الاستثمار في قطاع التأمين إذ تنص على ما يلي:

“تخضع جميع مجالات الاستثمار لأحكام هذا القانون باستثناء ما يأتي:

اولا: الاستثمار في مجالي استخراج وانتاج النفط والغاز.

ثانيا: الاستثمار في قطاعي المصارف وشركات التأمين.”

[6] جارلس دوفت، تسويق التأمين، ترجمة وإعداد د. سليم الوردي (بغداد: مكتبة البلورة، 2002).

سليم الوردي، علاء عبد الكريم البلداوي وجبار صبري محمد العنبكي، تسويق خدمات التأمين (بغداد: هيئة المعاهد الفنية، 1993).

أشكر نجل المرحوم سليم الوردي، زيد، على إرسال هذين الكتابين ضمن كتب أخرى من مكتبة والده بعد رحيله عن دنيانا سنة 2016.

[7] كان الثلاثة، مع آخرين، من أركان شركة التأمين الوطنية عندما كانت تحت إدارة الأستاذ عبدالباقي رضا (1966-1978) ويحتلون مواقع فنية في الشركة.

[8] عبدالباقي رضا، رسائل في السيرة الذاتية والتأمين، 2013، ص 66-67. يضم الكتاب مجموعة من الرسائل لي أعدتها كتاب للنشر لكن الأستاذ عبدالباقي آثَر وقتها على عدم النشر.

[9] مقتطفات من ورقة عن جوانب من تسويق تأمينات الحياة كتبها سنة 2005، غير منشورة، محفوظة لديَّ بانتظار قيام الفرصة لنشرها.

[10] كتب الزميل فؤاد عبدالله عزيز ثلاثة عقود في شركة التأمين الوطنية فصَّل فيه تجربته الممتدة من 1966 إلى 1996 عندما نقل إلى ديوان وزارة المالية، وبعدها الى إدارة مركز التدريب المالي والمحاسبي، وفي عام 1998 الى إدارة شركة إعادة التأمين العراقية.  اضطر إلى مغادرة العراق إلى البحرين بسبب الاقتتال الطائفي بعد الاحتلال الأمريكي للعراق.  حتى الآن لم ينشر كتابه.

Insurance against non-payment of credit

التأمين ضد خطر عدم السداد

إسراء صالح داؤد

المستشار القانوني المساعد

شركة التأمين الوطنية/فرع نينوى

نشر في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين:

اسراء صالح داؤد* التأمين ضد خطر عدم سداد القروض – شبكة الاقتصاديين العراقيين (iraqieconomists.net)

إن منح الائتمان يعتبر من اهم المهام التي تقوم بها المصارف غير ان ضعف الملاءة المالية للعميل جعل عملية منح الائتمان عرضة لأخطار عالية.  إن خطر عدم سداد الديون يعتبر من الاخطار الائتمانية المصرفية البحتة، كما يعتبر من اهم المشاكل التي تعاني منها المصارف خلال عملية منح الائتمان، فهو ليس خطراً بالمفهوم التأميني.  وفي السنوات القليلة الماضية لجأت المصارف في العراق الى تأمين هذا الخطر لدى شركات التأمين كخطر اضافي لوثائق تأمين القروض الشخصية والاستهلاكية والاستثمارية دون الأخذ بنظر الاعتبار مفهوم الخطر التأميني.

لقد عرّفت المادة 983 من القانون المدني العراقي رقم 40 لسنة 1951 التأمين كالآتي: “التأمين عقد به يلتزم المؤمن ان يؤدي الى المؤمن له او الى المستفيد مبلغا من المال او ايرادا مرتبا او اي عوض مالي اخر، في حالة وقوع الحادث المؤمن ضده، وذلك في مقابل اقساط او اية دفعة مالية اخرى يؤديها المؤمن له للمؤمن.”

وجاء في المادة 984/1 من القانون اعلاه “يجوز ان يكون محل التأمين كل شيء مشروع يعود على الشخص بنفع من عدم وقوع خطر معين …” 

فالخطر هو كل حادثة محتملة الوقوع لا يتوقف تحققها على محض ارادة أحد المتعاقدين وحدها وعلى الخصوص ارادة المؤمن له.  إذ يعد واقعة مستقبلية غير محققة الوقوع يترتب على وقوعها التزام المؤمِن “شركة التأمين” بالتسديد المتفق عليه في العقد للمؤمن له او للمستفيد من التأمين بشرط الا يكون لإرادة المؤمن له او المستفيد دور في وقوعها.  وعليه يجب ان تتوفر في الخطر الشروط التالية:

اولا: ان تكون حادثة احتمالية، اي غير مؤكدة الوقوع.  وعليه فإن الحادث المؤمن ضد وقوعه يجب ألا يكون مؤكدًا بل محتمل الوقوع مستقبلا.

ثانيا: الا يتوقف وقوع الخطر على محض ارادة أحد الطرفين.  ان العنصر الأساسي في الخطر هو عنصر الاحتمال او عدم التأكد او الشك فإذا انتفى هذا العنصر انتفى الخطر، وبانتفاء الخطر تنتفي الحاجة الى وجود التأمين لانعدام محله.

ثالثا: ان يكون الخطر مشروعا اي غير مخالف للقانون والنظام العام وحسن الآداب.  اي ان الخطر كي يكون قابلا للتأمين عليه فإنه يُشترط أن يكون الخطر مشروعا اي غير مخالف للقانون وللنظام العام او الآداب، وهو وضع طبيعي باعتبار ان الخطر يمثل ركن المحل في عقد التأمين، وعقد التأمين يخضع لأحكام القانون المدني.

لوحظ مؤخرا ان عددًا من شركات التأمين العراقية قد ضمنت وثائقها تغطية “خطر عدم السداد” لا بل “خطر عدم السداد لأي سبب كان” في تأمين القروض الاستهلاكية والاستثمارية الممنوحة من المصارف.  ومما تقدم يثار التساؤل التالي:

ما المقصود بالتأمين من خطر عدم السداد؟  هل يعد عدم السداد خطرا بالمفهوم التأميني؟  وهل نجحت شركات التأمين في تغطيته؟

من خلال اطلاعي على عدد من وثائق التأمين لاحظت انها لم تُعرّف هذا الخطر ضمن وثيقة التأمين بل جاء باعتباره خطراً اضافيًا غير محدد تُلزم شركة التأمين بدفع قيمة القرض او ما تبقى منه عند عدم قيام المقترض بتسديد اقساط القرض خلال مدة سريان وثيقة التأمين.  وهذا ما جعل المصارف تعتبر كل حالة تلكؤ في تسديد أقساط القرض بمثابة خطر عدم سداد متحقق، فضلا عن اعتبار شركات التأمين الكفيلة بالتسديد.  وهذا تفسير غير صائب.  إن احكام الكفالة تختلف اختلافا جوهريا عن احكام عقد التامين.  وهنا لابد من التمييز بين حالة التلكؤ وحالة خطر عدم السداد.

إن التلكؤ الذي يتعذر به المؤمن له عن الايفاء بالتزاماته لا يدخل ضمن مفهوم خطر عدم السداد، ولا يمكن اعتباره خطرًا بالمفهوم التأميني الذي بموجبه تنهض مسؤولية شركة التأمين بتسديد التعويض.  فالتلكؤ لا يعني عدم السداد والأخير لا يعد خطرا تأمينيا “اصلا” بل ان حالة التلكؤ تعد تقاعس او تباطؤ او تكاسل او عدم رغبة بتنفيذ المؤمن له التزاماته بمحض ارادته او بسبب قيام ظروف وقتية قد تدفع الى تأخير تنفيذ الالتزام، وبالتالي يسقط اي شرط او بند ينص شمول التلكؤ بالخطر التأميني ويعد باطلا.

وبالرجوع الى خطر عدم السداد الوارد في وثائق تأمين القروض الذي ورد مستقلا عن حالة تحقق الوفاة الطبيعية او بحادث التي تعد سببًا في تحقق عدم السداد، فلا يعد خطرا بالمفهوم الفني والقانوني للخطر في عقد التأمين للأسباب التالية:

  1. جاء مطلقا، والمطلق يجري على اطلاقه مالم يقيده شرط او نص الا إذا اقترن بعذر مشروع مثل خطر عدم السداد عند تحقق الوفاة او العطل الدائمي او الافلاس…. الخ.
  2. ان اعتبار خطر “عدم السداد او عدم السداد لاي سبب كان” يفقد مشروعيته والمشروعية امر جوهري بالخطر.
  3. ان اعتبار “عدم السداد” خطرا تأمينيًا يفقد صفة الاحتمالية لعقد التأمين وبالتالي يصبح العقد محقق الوقوع ومؤكدا.

تجدر الإشارة الى ان وثائق القروض الذي تضمنت تغطية خطر عدم السداد لم يتم اعادتها لدى شركة إعادة التأمين العراقية أو اي معيد آخر.  ان عدم تحقق مطالبات بالتعويض لا يعني انه خطر” جيد” لأنه ليس بخطر اصلا، بالإضافة الى انه سيجعل المركز المالي لشركات التأمين تحت الانذار عند تحققه إذا ما استمر ترويجه.[1]

8 تموز 2021


[1] تجدر الاشارة الى ان شركة التأمين الوطنية قد اوقفت ترويج هذا الخطر، وتقوم الآن بإعادة النظر ودراسة وثيقة تأمين القروض بالاستعانة بأساتذة الشركة من كبار موظفيها الافاضل ممن احيلوا للتقاعد.

Rating of Iraqi Insurance Companies

حول تصنيف شركات التأمين العراقية

مصباح كمال

نشر أصلًا في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين:

(1)

لقد ورد موضوع تصنيف شركات التأمين في مشروع قانون الموازنة 2021 ولم يُفرّق المشروع بين شركات التأمين العامة وشركات التأمين الخاصة.  ما كتبته في مقالتي “التأمين في مشروع قانون موازنة 2021”[1] هو أن اللجوء إلى التصنيف “سيكشف هشاشة الموارد المالية للعديد من شركات التأمين وضعف ملاءتها المالية وقدرتها على مواجهة مطالبات التعويض الكبيرة.”  أردت من هذا التأكيد القول إن العديد من شركات التأمين الخاصة، التي وصفها مشروع القانون بالدكاكين، ليست في وضعٍ مالي جيد ولا تمتلك إدارة جيدة تسهل عليها الحصول على تصنيف ائتماني مقبول؛ هذا بافتراض أن هذه الشركات ستعمل على الحصول على التصنيف.

(2)

تهتم شركات التأمين في أسواق التأمين المتقدمة بالحصول على التصنيف والعمل على رفع درجة التصنيف.[2]  الفرد العادي المُقبل على شراء حماية التأمين في هذه الأسواق لا يهتم كثيرًا بالتصنيف بقدر اهتمامه بالسعر وربما الخدمة التي تقدمها شركة التأمين، في حين أن الشركات الصناعية والتجارية، التي تستدرج عروض التأمين على ممتلكاتها ومسؤولياتها، تهتم بتصنيف شركة التأمين، وفي العادة تشترط على وسطاء التأمين أن تكون شركة التأمين التي تقوم بالتأمين أن تتمتع بتصنيف عالٍ (A على الأقل) باعتبار أن مثل هذا التصنيف سيضمن حصولها على خدمات رفيعة المستوى والتعويض عند وقوع خسارة.

إن سوق التأمين العراقي، في الوقت الحاضر، لم يصل درجة من الرقي للاهتمام الحقيقي بتصنيف شركات التأمين سواء من قبل الأفراد أو شركات التأمين الخاصة (شركات التأمين العامة/إعادة التأمين الثلاث بدأت بعقد اجتماع مع إحدى وكالات التصنيف الدولية في دبي، ولكنها لم تُكمل مشروع تصنيفها حتى الآن).

لقد كان لوسطاء إعادة التأمين الدوليين لشركة إعادة التأمين العراقية، بعد دخولها لسوق التأمين العراقي سنة 2005، دور في إشاعة قيمة تصنيف شركات إعادة التأمين العالمية التي توفر اتفاقيات إعادة التأمين للإعادة العراقية وشركات التأمين العراقية، العامة والخاصة، المستفيدة من حماية هذه الاتفاقيات.

إن القاعدة العامة هي عندما يكون درجة التصنيف سالبًا فإن هذا التصنيف يرسل إشارة عدم ثقة للمؤمن لهم، بافتراض اهتمامهم بتصنيف شركات التأمين، ولشركات إعادة التأمين العالمية التي توفر اتفاقيات إعادة التأمين للإعادة العراقية.  الأمر نفسه ينطبق على الإعادة العراقية، وهي حتى الآن غير مُصنفة.  حسب علمي فإن عدم تصنيف الإعادة العراقية وشركات التأمين العامة والخاصة لم يلعب دورًا في توفير الاتفاقيات الإعادية لها، فقد كان العامل الأساس هو حجم أقساط التأمين المكتتبة (متدنية) وتدهور خبرة الخسارة (وقوع خسائر كبيرة في فروع معينة للتأمين) والقدرات الاكتتابية (ضعيفة).  نتيجة لذلك فإن حدود التسهيلات الإعادية المُقدمة من قبل شركات إعادة التأمين العالمية واطئة، كما أن الشروط الأخرى لاتفاقيات إعادة التأمين ليست بالمرونة التي كانت عليها قبل 2003 وخاصة الفترة السابقة لغزو العراق للكويت (1990).

(3)

لا يرد في نظام جمعية التأمين العراقية لسنة 2005 أي ذكر لموضوع التصنيف في أهدافها ومهامها.  مع هذا يمكن للجمعية أن تعمل على تشجيع شركات التأمين للحصول على تصنيف لها من وكالات التصنيف المعتمدة.  ويمكن لها أن تلعب دورًا في نشر الثقافة المناسبة الخاصة بتصنيف شركات التأمين من خلال نشر الأوراق وعقد الندوات.

بالنسبة لديوان التأمين، لا يرد ذكر التصنيف صراحةً في الفصل الخاص بديوان التأمين في قانون تنظيم أعمال التأمين لسنة 2005، لكن المادة 6 من القانون ترسم هدفًا للديوان لـ “تنظيم قطاع التأمين والاشراف عليه بما يكفل تطويره وتأمين سوق مفتوح وشفاف وآمن ماليًا، وتعزيز دور صناعة التأمين في ضمان الاشخاص والممتلكات ضد المخاطر لحماية الاقتصاد الوطني ولتجميع المدخرات الوطنية وتنميتها واستثمارها لدعم التنمية الاقتصادية.”  ويمكن للديوان التعكُّز على هذه المادة لدفع شركات التأمين نحو الشفافية وتعزيز أمنها المالي.  والأمن المالي، أي قوة الموارد المالية للشركات، من رأسمال مدفوع واحتياطيات قانونية وفنية وتسهيلات إعادة التأمين، هو ما يُسهّل على الشركات الحصول على تصنيف ائتماني مقبول.

لكن الأهم من ذلك هو قيام ديوان التأمين بإصدار تعليمات مُلزمة لشركات التأمين للحصول على التصنيف من الهيئات المتخصصة في هذا المجال.  إن مبادرة الديوان بهذا الشأن سيُحسّن من مكانتها في سوق التأمين العراقي ويعزز من دورها الرقابي غير المُفعّل في الوقت الحاضر.

إن معظم شركات التأمين الخاصة، في تقديري، ولأنها دكاكين كما جاء وصفها في مشروع قانون الموازنة 2021، ستتردد في الموافقة على القيام بالتصنيف.  ومنشأ هذا التردد ربما يعود إلى قناعتها بضعف مواردها المالية وضعف قدراتها الاكتتابية وغياب حسن إدارتها؛ أو عدم استعدادها لتحمّل تكاليف التصنيف.

(4)

في الفترة من 2015-2020 قامت ثلاث هيئات متخصصة بالتصنيف، وهي ستاندرد أند بورز Standard & Poor’s وفيتش Fitch وموديز Moody’s، بدراسة الجدارة الائتمانية للعراق.  وقد تراوح التصنيف بين “مستقر” سنة 2015 (والذي يؤشر على أنه من غير المحتمل أن يخضع التصنيف للتغيير) وبين “سالب” سنة 2020 (والذي يؤشر أن التصنيف عرضة للهبوط).  ومن المعروف أن تصنيف الجدارة الائتمانية يؤثر على تكاليف الاقتراض.

إن هيئات التصنيف التي قامت بدراسة الجدارة الائتمانية للعراق أخذت وتأخذ بنظر الاعتبار جملة من العوامل، ومنها، على سبيل المثل، تقليص الانفاق على منتسبي القطاع العام (الرواتب والأجور) وكذلك تمويل عجز منشآت القطاع، دور البنك المركزي في التمويل النقدي للعجز، وتأثير الاستيراد المتعاظم، وتنويع الاقتصاد لتقليص الاعتماد على الإيرادات النفطية والأوضاع السياسية واستقرارها وغيرها، أي التحليل المالي والاقتصادي للبيانات والسياسات.  وقد جاءت الورقة البيضاء (تشرين الأول 2020) والإصلاحات التي تبنتها، وهي قابلة للنقاش وكان لنا موقف نقدي منها ومن من مضامينها المتعلقة بقطاع التأمين،[3] لضمان الاقتراض الداخلي والخارجي (خاصة صندوق النقد الدولي).

وحسب علمنا لم تأخذ هذه الهيئات في تصنيف الجدارة الائتمانية للعراق مساهمة النشاط التأميني بنظر الاعتبار.  ونرى أن تقوم جمعية التأمين العراقية بدراسة مساهمة هذا النشاط في الناتج المحلي الإجمالي، والأسباب التي حالت وتحول دون تحقيق طفرة في حجم إجمالي أقساط التأمين المكتتبة.  وإن لم تسمح مواردها الداخلية للقيام بهذه الدراسة يمكن لها أن تستعين بالمختصين داخل العراق ومن بينهم الأكاديميين.  كما يمكن لبعض ممارسي التأمين الاهتمام بموضوع التصنيف والكتابة عنه.

6 كانون الثاني 2021

الاستاذ الفاضل مصباح كمال المحترم

تحية طيبة وكل عام وانت بخير

قرأت تعليقكم الاخير على موضوع التأمين في مشروع موازنة 2021 وكنتَ قد ذكرتَ موضوع تصنيف شركات التأمين.. فهل كنت تقصد الشركات الخاصة ايضا؟

وإذا كان التصنيف للشركات الحكومية، كيف سيؤثر ذلك في سوق التأمين واعادة التأمين مع الشركات العالمية؟ وان كان المقصود منه الشركات الخاصة.. فهل تعتقدون ان تلك الشركات ستوافق ام ستعترض، وهل سيكون، برأيكم، للجمعية والديوان دور في انجاح عملية التصنيف؟

وبالمناسبة.. بعد ان حصل العراق في السنوات الاخيرة على تصنيف سيادي من (فيتش، وستاندرد اند بورز). حسب علمكم هل ورد ذكر قطاع التأمين أو شركاته في هذا التصنيف؟

وما نتيجة تقييمه ان ورد؟

شكرا جزيلا 

مصطفى الهاشمي

6 كانون الثاني 2021


[1] موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين:

[2] راجع مقالتنا “التصنيف الائتماني لشركات التأمين العراقية،” موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين:

أو مرصد التأمين العراقي:

Rating of Iraqi Insurance Companies

وقد استفاد منها السيد مصطفى الهاشمي في كتابة مقالته “تصنيف شركات التأمين يعزز مكانتها في السوق،” الصباح الاقتصادي، 28 أيار 2018: تصنيف شركات التأمين يعزز مكانتها في السوق

[3] مصباح كمال، “ملاحظات وتأملات في نقد بعض جوانب الورقة البيضاء لحكومة مصطفى الكاظمي،” موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين:

مصباح كمال، “في نقد خطة إصلاح قطاع التأمين في الورقة البيضاء،” موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين

Bibliography of Insurance in Iraq

مصباح كمال

 

ملاحظات حول كتاب د. جمال عبد الرسول الدباغ:

 

من النتاج المعرفي العراقي في إدارة الخطر والتأمين وإعادة التأمين لغاية العام 2000

 

 

نشرت في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين

http://iraqieconomists.net/ar/wp-content/uploads/sites/2/2020/05/’Misbah-Kamal-Reading-in-Jamal-Ghanem-Insurance-Bibliography-IEN.pdf

 

 

(1)

نُشر هذا الكتاب (44 صفحة) في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين في نيسان/أبريل 2020.[1]

 

كنت أتوقع أن يكتب غيري تعليقاً على هذا الكتاب الصغير والمهم وخاصة من أصحاب الشأن من الباحثين الذين يهمهم أمر المصادر وكذلك ممارسي التأمين لإظهار تقديرهم لهذا العمل التوثيقي.  إن غياب التعليق والمراجعة يشير إلى بؤس المتابعة والتفكير التأميني في العراق، ويندرج ذلك ضمن فشل قطاع التأمين العراقي في خلق فضاء للنقاش العام حول الشأن التأميني.

 

إن الدكتور جمال الدباغ، كما قلت في مقال سابق،[2] يعتبر رائداً في مجال فهرسة الكتابات التأمينية في العراق، فلم يسبقه في هذا المجال أي باحث آخر.  وقد أنجز بجهد شخصي الفهارس التالية: فهارس بحوث الدبلوم العالي في إدارة التأمين (1983)، فهارس نشرة نافذة على التأمين (1990)، فهارس مجلة رسالة التأمين (1991).  وها هو الآن يتحفنا بمؤلفه الجديد من النتاج المعرفي العراقي في إدارة الخطر والتأمين وإعادة التأمين لغاية العام 2000 (2020).

 

لقد توخى المؤلف دقة الأكاديمي الحريص في اختيار عنوان مؤلفه ليكون “من النتاج المعرفي العراقي …” وليس مجرد “النتاج المعرفي” لأنه، وكما يقول في مقدمته بتواضع العالم: “أقدّم هذه الحصيلة المتجمعة لديّ حول مؤلفات تأمينية عراقية ومترجمة لغاية العام 2000.”  وبهذا ترك الباب مفتوحاً للإضافة إلى هذه الحصيلة في المستقبل.

 

فيما يلي سأقدم بعض الملاحظات السريعة على هذا المؤلف الفذ.

 

(2)

يضم هذا الكتاب 314 مطبوعاً تأمينياً باللغة العربية، وبعضها باللغة الإنجليزية، مصنفة بترتيب ألفبائي حسب اسم المؤلف.[3]  تتوزع المطبوعات على السنوات الممتدة من 1934 ولغاية 2000.  ويكشف لنا هذا العدد صغر حجم الإنتاج الفكري في مجال التأمين، هذا بغض النظر عن القيمة العلمية للمطبوعات.  والملاحظ أن معظم المطبوعات التي أستطاع الدكتور جمال الدباغ تصنيفها نشرت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.  ففي الثلاثينيات كان هناك مطبوع واحد هو نشرة شركة تأمين الحياة الهندية المحدودة، (لعله أقدم مطبوع عن التأمين في العراق)، كما ذكر في الفهرس، عدد الصفحات 34، نشر سنة 1934.  وقبل هذا التاريخ لم يرصد المؤلف أي مطبوع تأميني.  ولم تشهد الأربعينيات نشر مطبوع تأميني.

 

في الخمسينيات نشرت أربع مطبوعات هي:

 

اسحق صدقة، دليل التأمين البحري، بغداد: مطبعة دار الحكمة، 1954، عدد الصفحات 64.

 

كامل السامرائي، القوانين الخاصة بالتجارة البرية والبحرية، بغداد: منشورات المجموعة الدائمة، 1967، عدد الصفحات 269-346.[4]

 

صالح محمود علوش، التأمين من الناحيتين المالية والمحاسبية، بغداد: مطبعة الأسواق التجارية، 1958، عدد الصفحات 138.

 

حازم حبيب، طرق التجارة (ومنها التأمين) – الجزء الثاني، بغداد: مطبعة شفيق، ،1959، عدد الصفحات 1-56.

 

وشهدت سنة 2000 نشر خمس مطبوعات.

 

هذا العرض السريع يؤكد أن أغلب المطبوعات نشرت في الفترة الممتدة من 1960 (لم ينشر أي مطبوع في هذه السنة) لغاية 1999 (مطبوع واحد في هذه السنة).

 

ضمت المطبوعات عناوين لثلاثة عشر مطبوعاً باللغة الإنجليزية تناولت: تسويق التأمين في البلدان النامية (طبعتان، عدد الصفحات 13 و 14)؛ تطور إدارة الخطر في العراق (أطروحة دكتوراه، جامعة ويستمنستر، لندن)؛ المبادئ الأساسية لعقد التأمين (طبعتان)؛ تأمين كافة أخطار المقاولين (13 صفحة)؛ دليل التأمين (43 صفحة)؛ مسح عام للتأمين في العراق؛ الذكرى العشرون لشركة إعادة التأمين العراقية، 1960-1980؛ تطور التأمين في العالم العربي: الاحتفاظ المتاح والطلب على إعادة التأمين الدولي (كان أصلاً أطروحة دكتوراه، جامعة نوتنغهام)؛ تطور التأمين في الشرق الأوسط (22 صفحة)؛ أوراق المؤتمر الدولي لتأمين أخطار الحرب (بغداد، 1986)؛ التأمين البحري لأخطار الحرب (أطروحة دكتوراه، جامعة كارديف، 1991).

 

(3)

الملاحظ على المطبوعات التي رصدها المؤلف أن بعضها كتب ودراسات أكاديمية مكرسة للتأمين، وأخرى تضم تقارير وكتيبات صادرة من شركات التأمين، إضافة إلى نصوص العديد من المحاضرات في فروع التأمين المختلفة، والمقالات (مطبوعة بالرونيو)، ومواد مترجمة.  ربما يعكس هذا المنهج في عرض المطبوعات على أنواعها دون تصنيفها تحت عناوين ثانوية (تقارير، محاضرات، مقالات، أطاريح، كتب) قناعة بأهمية جميع هذه المطبوعات بغض النظر عن أي اعتبار آخر.

 

الملاحظ أيضاً على النتاجات التأمينية أنها تتناول الجوانب الفنية لفروع التأمين المتداولة في العراق، والجوانب القانونية، والإدارية (تنظيم الإنتاج، والهيكل الإداري) وغيرها.  لا يجد التعامل الاقتصادي مع مؤسسة التأمين حضوراً قوياً له في هذه النتاجات.  ومع هذا فقد استطعنا رصد المطبوعات التالية ذات البعد الاقتصادي مع حفظ ألقاب مؤلفيها:

 

محمد راهي مجيد، أثر التضخم النقدي على التأمين على الحياة: السوق العراقية، 1968-1978 (1979).

 

كاظم الشربتي، مقدمة في رياضيات الاستثمار (1968)، ص 88-108 مكرسة للتأمين.

 

قيس مجيد غالي، الملاءة المالية في صناعة التأمين (1988).

 

سليم الوردي، دور قطاع التأمين في عملية التنمية في العراق (1986).

 

سليم الوردي، التخطيط المالي في قطاع التأمين (1985).

 

سليم الوردي، التخطيط على نطاق شركة التأمين الوطنية (1981).[5]

 

عبد الزهرة عبد الله علي، تطور التأمين في العالم العربي: الاحتفاظ المحلي المتاح والطلب على إعادة التأمين الدولي، بالإنجليزية.

 

(4)

إلى أي حد يمكن للباحث أن يستفيد من هذا الفهرس؟  يوفر الفهرس على الباحث المستجد مشقة التعرف على الإنتاج الفكري التأميني في العراق، ففيه يجد العناوين التي تفيد في موضوع البحث.  صحيح أن مؤسسة التأمين قد تطورت كثيراً بعد العام 2000 إلا أن المبادئ الأساسية لما تزل قائمة.  عدا ذلك فإن محتويات الفهرس تساعد، إلى حد ما، في اقتفاء ملامح من تطور العمل التأميني في العراق، وبالتالي الاستفادة منها في بحث تاريخ تطور التأمين في العراق.  لا يضم الفهرس مطبوعاً مكرساً لتاريخ التأمين في العراق، مما يدل على فقر في البحث عن هذا التاريخ (وهو تاريخ لم يخضع للبحث الأكاديمي).  في حين أن دراسة بعض الجوانب الاقتصادية للتأمين يجد حضوراً له في الفهرس.

 

(5)

أتمنى على د. جمال الدباغ الاستمرار في فهرسة المؤلفات التأمينية العراقية وإصدار فهرس للفترة 2000-2020.  كما أتمنى عليه إعداد دليل للأرشيف التأميني في العراق، وأعني بذلك توجيه الباحث إلى أماكن وجود مفردات هذا الأرشيف.  ما يشجعني على توجيه هذا التمني، رغم صعوبات تحقيقه، ما جاء في المقدمة القصيرة التي كتبها الدكتور الدباغ:

 

لا أدعي شمول هذه الحصيلة لجميع ما صدر لصعوبة الإحاطة الكاملة، ولكني مقتنع أنه لم يفوتني إلا القليل، وقد سبق منذ أكثر من (40) عاماً أن بدأت بتتبع هذه المؤلفات في مكتبات العراق العامة (ومنها مكتبات شركات التأمين الحكومية الثلاث، والمكتبات الجامعية من الموصل وحتى البصرة).

 

مثل هذا العمل قام به أحد أساتذتي Hugh Cockerell تعرفت عليه عندما كنت طالب ماجستير (1977-1978).[6]

 

ربما آن لشركات التأمين العائدة للدولة (شركة التأمين الوطنية وشركة التأمين العراقية وشركة إعادة التأمين العراقية) فتح سجلاتها أمام الباحثين لدراسة تاريخ هذه الشركات والشركات الخاصة التي اندمجت بها بعد قرارات التأميم في تموز 1964؛ وكذلك فتح سجلات دائرة مسجل الشركات، وهيئة الضرائب، والوزارات التي كانت معنية بالنشاط التأميني.

 

أيار/مايس 2020

[1] رابط الكتاب:

http://iraqieconomists.net/ar/2020/04/09/%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%aa%d8%a7%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%a5%d8%af%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ae/

[2] مصباح كمال، “ببليوغرافيا التأمين في العراق،” موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين:

http://iraqieconomists.net/ar/wp-content/uploads/sites/2/2020/02/%E2%80%99Misbah-Kamal-Bibliography-Insurance-Iraq.pdf

[3] أتصور أن د. جمال الدباغ يمتلك أكبر مكتبة تأمينية شخصية في العراق.

[4] لاحظ هنا، وفي أماكن أخرى، كيف أن د. الدباغ يقتفي حضور التأمين في كتابات لا تحمل عناوينها إشارة للتأمين.

[5] للدكتور سليم الوردي العديد من الدراسات الاقتصادية للتأمين. راجع: د. سليم الوردي، كتابات اقتصادية في التأمين، إعداد وتحرير: مصباح كمال، طبعة إلكترونية (مكتبة التأمين العراقي، 2017).  الكتاب متوفر في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين:

http://iraqieconomists.net/ar/2017/06/14/%d8%af-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b1%d8%af%d9%8a-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%82%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a3/

 

[6] H.A.L. Cockerell & Edwin Green, The British Insurance Business: A Guide to its History & Records (Sheffield: Sheffield Academic Press, 1994.  1st Ed 1976 by Heineman Educational Books).

Notes on Health Insurance in Iraq

حيدر جاسم العجيلي*

 ملاحظات حول التأمين الصحي في العراق

رابط المقال: http://iraqieconomists.net/ar/wp-content/uploads/sites/2/2020/03/التأمين-الصحي-في-العراق-محررة-IEN-2.pdf

 

تداولت بعض وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية مؤخراً أخباراً حول عقد التأمين الصحي لوزارة التربية مع شركة التأمين العراقية العامة، وعقد التامين الصحي المبرم مع إحدى شركات التأمين الأهلية والهيئة العامة للتقاعد لكافة متقاعدين العراق، فقد ذكرت هذه الأخبار ان هذين العقدين هما سرقة لأموال الموظف.

 

إن تفاصيل العقدين ليست معروفة لأنها ليست في التداول العام كما أن الترتيبات التنظيمية والإجرائية ليست معروفة، وأعني بذلك تنظيم العلاقة بين المؤمن عليهم والأطباء والمستشفيات والشركة التي تقوم بتوفير خدمات إدارة المطالبات، وكذلك هوية شركات إعادة التأمين التي تقف وراء شركة التأمين التي تكتتب بالتأمين الصحي.[1]  ما يهمنا هو محاولة إبراز بعض الآثار التي تلحق بقطاع التأمين العراقي تتلخص بالنقاط التالية:

 

١. إن أغلب شركات التأمين الأهلية التي تأسست بعد ٢٠٠٣ بموجب أمر بريمر (الأمر رقم 10، قانون تنظيم أعمال التأمين لسنة 2005) هي عبارة عن دكاكين لممارسة التأمين، واستثني منها بعض الشركات الرصينة التي تمتلك كوادر فنية مناسبة، كما أن أغلب مدراء شركات التأمين الاهلية كانوا يعملون في الشركات الحكومية واكتسبوا خبراتهم في أوقات سابقة.  إن أغلب شركات التأمين الخاصة ليست مؤهلة لإدارة التأمين الصحي لأعداد كبيرة من المؤمن عليهم.

 

٢. لقد أثرت المنافسة غير الشريفة في سوق التأمين سلباً على قطاع التأمين الحكومي نظراً لالتزامها بالقواعد الاكتتابية المعهودة وليس مجرد الركض وراء تحقيق حصة أكبر من الأعمال أو مجرد تحقيق الأرباح..

 

٣. إن ضعف الوعي التأميني لدى المواطن ارتباطاً بعقود التأمين المشبوهة ستؤثر سلباً ليس فقط على سمعة التأمين الصحي في العراق، وهو من انواع التأمين الجديدة، بل فروع التأمين الأخرى لذلك فإن أي طرف يساهم بالتفريط بقواعد العمل السليم والشفافية والإجراءات الأصولية في استدراج عروض التأمين يعمل على تقويض مكانة مؤسسة التأمين في حياتنا الاجتماعية والاقتصادية.

 

إن العراق مقبل على اعتماد أكبر تجربة تأمين وهو التأمين الصحي على مستوى الأفراد والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية ومنها الوزارات.  ومن المتوقع أن يكون التنافس على هذا التأمين شرساً لأن جميع الشركات تريد أن يكون لها حصة في الاكتتاب بها.

 

بعض الحلول المقترحة لتدارك آثار الوضع الحالي للتأمين الصحي

 

١. تدخل ديوان التأمين للتحقيق في عقود التامين الصحي ((التي يدور الحديث عليها في وسائل الإعلام المختلفة)) والتأكد عن مدى قانونيتها من عدمه وهل ان شركة التأمين لديها الامكانية القانونية والمادية للتعاقد وإدارة مثل هكذا عقود.

 

٢. على الشركات الحكومية اعداد عرض تأمين صحي يشمل كافة موظفي العراق وتقديمه أمام أنظار الرأي العام، وعمل دراسة لإيصال رؤى الشركات الحكومية لتطوير التأمين في العراق برئاسة شركة التأمين الوطنية باعتبارها هي الشركة الأم والراعي “الرسمي” غير المباشر لسوق التأمين العراقي.  وأرى أيضاً أن تقوم جمعية التأمين العراقية بإصدار الكراسات المناسبة حول الموضوع، وتنظيم ندوات لأعضائها وكل طرف يستفيد من ضمانة التأمين الصحي.

 

  1. تأسيس شركة إدارة مطالبات تعويضات التأمين الصحي ((شركة مساهمة مختلطة)) تقوم على أحدث الطرق العالمية واستخدام البرامج الالكترونية الحديثة بهذا الخصوص. نعرف بأن مثل هذه الشركات تخصصية وليسن لنا في العراق تجربة محلية بهذا الشأن لكن هذا ليس عائقاً بحد ذاته لتطويرها.

 

  1. إعداد برامج جدية لتدريب الموظفين في مجال إصدار وتسعير مثل هكذا نوع التامين. وهذه مهمة تقع على عاتق شركات التأمين التي تكتتب بالتأمين الصحي تستطيع تنظيمها بالتعاون مع شركات إعادة التأمين أو شركة إدارة مطالبات تعويضات التأمين الصحي.

 

||||||||||||||||||

 

يشكر الكاتب الدكتور بارق شبر، منسق شبكة الاقتصاديين العراقيين، على ملاحظاته القيّمة على مسودة المقال، والسيد مصباح كمال لمساعدته في التحرير.

 

25 آذار 2020

 

(*) موظف في شركة التأمين الوطنية، فرع السفن والطيران وإعادة التأمين

[1] أنظر على سبيل المثل، حلقة خاصة بالموضوع في برنامج القرار لكم، قناة دجلة الفضائية، 23 آذار 2020:

https://www.youtube.com/watch?v=_tWPqDxQa3g

من المؤسف أن المشاركين في هذا البرنامج لم يضم ممثلاً عن جمعية التأمين العراقية، أو شركة التأمين العراقية، أو شركة التأمين الوطنية التي جاء ذكر اسم مديرها العام السابق التي أحيلت على التقاعد ولكن دون إكمال للمعلومات الخاصة بها أو الشركة أو مشروعها للتأمين الصحي باعتبار أنها الشركة المسؤولة حصرياً عن توفير الأغطية التأمينية للمؤسسات والدوائر الحكومية بموجب المادة (7) من قانون تأسيس شركة التامين الوطنية رقم 56 لسنة 1950 النافذ حتى الوقت الحاضر.

A Glance at Solvency Margin and the Provisions of the Insurance Business Regulation Act 2005

 

نظرة سريعة على هامش الملاءة

والأحكام الخاصة بها في قانون تنظيم أعمال التأمين لسنة 2005

نشر هذا المقال أصلاً في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين

http://iraqieconomists.net/ar/2020/03/26/محمد-القره-غولي-نظرة-سريعة-على-هامش-الم/

 

من المعروف ان بضاعة التأمين غير مرئية او ملموسة، ويمكن تعريف التأمين بأنه وعد بتعويض المؤمن له في حالة حدوث ضرر او خسارة مقابل تسديد القسط المتفق علية.  إن الضرر قد يحدث في المستقبل او قد لا يحدث.  وعلية يمكن التأكد من قدرة الشركة على الايفاء بالتزاماتها من خلال الملاءة المالية وقدرتها على الاستمرار بالحفاظ على هامش الملاءة.

 

واحدة من المخاطر التي تواجه شركات التأمين هي عدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها تجاه المؤمن لهم الامر الذي يؤدي الى إفلاسها وخروجها من سوق التأمين.

 

إن هيئة او سلطة التأمين (جهاز الإشراف والرقابة على النشاط التأميني) تمارس دورا فعالاً في حماية حملة وثائق التأمين وحماية شركة التأمين من خلال وضع ضوابط وقواعد مالية تتمكن من خلالها مراقبة وتقيم الوضع المالي للشركة وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها.  من تلك القواعد الاحتفاظ بهامش الملاءة Solvency Margin الذي تحدده هيئه التأمين.

 

تعتبر الملاءة المالية Solvency Margin لشركات التأمين وإعادة التأمين من المعايير التي تستند اليها الهيئات والسلطات الرقابية المسؤولة عن قطاع التأمين في مختلف دول العالم.  وبرزت اهميتها في ظل التقلبات الاقتصادية والازمات المالية العالمية.

 

تعريف الملاءة المالية

 

وتُعرّف الملاءة المالية بأنها:

 

قدرة المؤسسة على الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالديون.  وتشير نسبة الملاءة المالية إلى ما إذا كان التدفق النقدي للشركة كافياً للوفاء بالتزاماتها قصيرة وطويلة الأجل.

 

وفي قطاع التأمين، تشير الملاءة المالية لشركة التأمين إلى قدرتها على دفع المطالبات.  تكون شركة التأمين مُعسرة إذا كانت أُصولها غير كافية أو لا يمكن استخدامها في الوقت المناسب لدفع المطالبات الناشئة.

 

إن هامش الملاءة هو نسبة زيادة أصول شركة التأمين على التزاماتها والتي تحددها الجهات التنظيمية.  ويمكن اعتبارها مماثلة لمتطلبات كفاية رأس المال للبنوك.

 

لقد بيَّنت الجمعية الدولية لمشرفي التأمينThe International Association of Insurance Supervisors (IAIS) ان شركة التأمين يجب أن تعمل فوق الحد الأدنى من متطلبات الملاءة المالية للتعامل مع التقلبات في الأسواق والظروف الاقتصادية والابتكارات في قطاع التأمين والتطورات الدولية (International Association of Insurance Supervisors. Solvency, Solvency Assessments and Actuarial Issues Subcommittee Draft Guidance Paper, page 3)

 

تتجلى الملاءة المالية من خلال إظهار أن الأصول تفوق المسؤوليات/المطلوبات.  وإلى حد كبير يتم اختيار القواعد والاسس من قبل الشركة.  ولكن لأغراض الإشراف والرقابة، فإن المسألة ليست مجرد الأصول التي تتجاوز المطلوبات.  ولكن يجب أن تتجاوز الأصول عادة الالتزامات بهامش محدد. (C. D. Daykin Workshop, The Solvency of a General Insurance Company in Terms of Emerging Costs, page 1)

 

أهمية الملاءة المالية

 

يمكن تلخيص أهمية الملاءة المالية كما يلي:

 

  • تلعب الملاءة المالية دوراً مهماً في نشاط شركة التأمين لحماية مصالح حملة وثائق التأمين وذلك بتنفيذ التزاماتها بتسديد التعويضات وفي الفترة المحددة وبموجب عقود التأمين المُبرمة.

 

  • المراجعة الدورية لنسب الملاءة يمكن أن تساعد في ضمان قياس الكفاءة المالية الخاصة بالشركة وضمان الربحية في المستقبل، بالإضافة إلى مساعدة الشركة على تقييم هياكل رأس المال. وقد تساعد نسب الملاءة في تحديد ما إذا كان يجب إعادة توزيع الاستثمارات والأسهم الداخلية والخارجية.

 

  • قياس نسب الملاءة يؤثر على قرار الشركة للحصول على المزيد من الديون.

 

  • تقدم اطمئناناً للدائنين والمساهمين بقدره الشركة على الايفاء بالتزاماتها.

 

احتساب هامش الملاءة

 

إن معايير الملاءة في شركات التأمين تكون محددة بحد أدنى، وهي نسبة صافي الموجودات الى صافي الاقساط.

 

ويتم تحديد الملاءة بضرورة توفر حد أدنى لرأس مال شركة التأمين كممثل لهامش الملاءة.  وشهدت معايير الملاءة تطورات في كيفية احتسابها وانتقلت من استخدام الاسس المحاسبية الى استخدام قياس رأس المال المستند الى المخاطر risk-based capital لمعرفة حجم المخاطر التي تتعرض لها شركة التأمين.

 

ففي حالة تمكن شركة التأمين من تحقيق الحد الادنى للملاءة فإن ذلك لا يتطلب من الشركة اتخاذ اجراءات خاصة.  وفي حالة عدم تحقيق الحد الادنى للملاءة فيجب على شركة التأمين العمل على اتخاذ مواقف واجراءات تصحيحية لاستعادة الحد الادنى للملاءة وتقديم خطة عمل الى الهيئة الرقابية توضح خطة العمل لاستمرار الشركة في نشاطها وتأدية التزاماتها.  ان انخفاض نسبة الحد الادنى الى حد كبير يعرّض الشركة الى التصفية او انتقال ادارتها الى الهيئة الرقابية.

 

المعايير الأوروبية للملاءة

 

في عام 2009 تبنى الاتحاد الاوربي تعليمات الملاءة المالية الثاني (2009/138 / EC) Solvency II وهي توجيهات تقنن وتنسق لوائح التأمين في الاتحاد الأوروبي.  وقد جاءت توجيهات 2009 لتحدد مبلغ رأس المال الذي يجب أن تحتفظ به شركات التأمين في الاتحاد الأوروبي لتجنيبها من مخاطر الإفلاس، وهذا المعيار يهدف إلى توفير مستوى ضمان كافٍ للمؤمن لهم لضمان توافق الأموال الذاتية لشركات التأمين مع الأخطار التي تواجهها، إذ أن توجيهات عام 2002 Solvency I لم تأخذ بعين الاعتبار كل المخاطر التي تواجهها شركات التأمين.

 

لقد ضمَّت معايير Solvency II ما يلي:

 

  • الشروط الكمية عبر توفير الحدود الدنيا لرأس المال Minimum Capital Requirement (MCR) ورأس المال المستوجب لضمان الملاءة Solvency Capital Requirement (SCR)ويهدف إلى امتصاص الهزات والحد من خطر الإفلاس.

 

  • الشروط النوعية وتستهدف ترسيخ قواعد الرقابة الداخلية والحوكمة وقدرة مؤسسة التأمين على تقييم واحتساب الأخطار التي تواجهها، وكذلك تدعيم وظائف سلطة الإشراف والرقابة، فضلا عن تحديد المعلومات اللازمة لهيئات الرقابة حتى تتمكّن من القيام بمهامها، بالإضافة إلى المعلومات الموجهة للعملاء والجمهور العام.

 

ديوان التأمين العراقي وهامش الملاءة

 

هناك أحكام عديدة في قانون تنظيم أعمال التأمين لسنة 2005 بخصوص الملاءة المالية، ومنها تعريف هامش الملاءة:

 

المادة 2

عشرون- هامش الملاءة- الزيادة في قيمة موجودات المؤمن الفعلية على مطلوباته بما يمكنه من الوفاء بالتزاماته كاملة ودفع مبالغ التعويضات المطلوبة منه عند استحقاقها دون أن يؤدي ذلك الى تعثر أعماله أو اضعاف مركزه المالي.

 

وكذلك المادة 6 للرقابة على الملاءة المالية لشركات التأمين:

 

أولاً- حماية حقوق المؤمن لهم والمستفيدين من أعمال التأمين ومراقبة الملاءة المالية للمؤمنين لتوفير غطاء تأميني كاف لحماية هذه الحقوق.

 

وأيضاً المادة 47:

 

د- منع المؤمن من ممارسة أياً من أنشطته الاستثمارية المتعلقة بضمان هامش الملاءة، أو إلزامه بتصفية استثماراته في أي من هذه الانشطة تحقيقا لتلك الغاية.

 

وبالإضافة إلى ذلك فقد أصدر الديوان التعليمات رقم 4 لسنة 2006-تعليمات المبلغ الأدنى للضمان.

 

إن هذه الأحكام والتعليمات تعكس القواعد التقليدية للإشراف والرقابة على النشاط التأميني إلا أن القواعد الرقابية قد تطورت في العالم.  لذلك أرى إعادة النظر بالأحكام والتعليمات الصادرة من ديوان التأمين.

 

من الضروري أن يقوم ديوان التأمين في العراق بتني المعايير الأوروبية حيث أنها تمنح دوراً أكبر لسلطات الرقابة للتأكد من قيام شركات التأمين بحسن تقييم المخاطر والأصول والخصوم وتحديد الملاءة المالية اللازمة، ومراقبة التزام شركات التأمين بقواعد الحوكمة، واستخدام أكبر لكفاءات متخصصة خاصة في المجال الإكتواري ونظم المعلومات.

 

 

21 آذار 2020

 

 

(*) محمد القره غولي

خبير في شؤون التأمين

وسيط لويدز

عضو المعهد القانوني للتأمين في لندن

Review of Munem al-Khafaji’s Business Interruption Insurance

قراءة سريعة في كتاب

 

منعم الخفاجي، تأمين خسارة الأرباح (بغداد: شركة التأمين الوطنية، 2020)، 127 صفحة.

 

نشرت في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين

http://iraqieconomists.net/ar/wp-content/uploads/sites/2/2020/03/قراءة-في-كتاب-منعم-الخفاجي-تأمين-خسارة-الأرباح-مصباح-كمال.pdf

 

 

لم يُكتب الكثير حول تأمين خسارة الأرباح، وليس هناك كتاب مكرّس لهذا النوع من التأمين في العراق.  هناك، على سبيل المثل، بعض الكتابات التعريفية المتناثرة لبهاء بهيج شكري وبديع أحمد السيفي[1] مثلما هناك مقالات منشورة في مجلة رسالة التأمين.[2]  ويأتي نشر هذا الكتاب ليسد فراغاً في مكتبة التأمين العراقي.

 

يرجع اهتمام منعم الخفاجي بموضوع خسارة الأرباح إلى عدة سنوات خلت، فقد حاضر في الموضوع، وكرّس له فصلاً كاملاً في كتابه مدخل لدراسة التأمين.[3]  ويأتي نشر الكتاب الحالي استكمالاً لما بدأه مع التوسع فيه.

 

يضم الكتاب مقدمة وسبعة فصول: نبذة تاريخية، غطاء وثيقة تأمين خسارة الأرباح، تسعير الوثيقة، تفاصيل وثيقة التأمين من خسارة الأرباح الناتجة عن الحريق، تأمين خسارة الأرباح المتقدمة، التعويضات، إعادة التأمين.  ويضم أيضاً ثماني ملاحق وجميعها تتعلق بنصوص وثيقة تأمين خسارة الأرباح وتوسيع نطاق التغطيات الخاصة بها، ومراجع الكتاب، ومسرد ألفبائي بالمصطلحات باللغتين العربية والإنجليزية.

 

لقد اقتفى المؤلف في عرضه لمادة الكتاب منهجاً تعريفياً على شاكلة الكتب المدرسية textbook لتقريب الموضوع من الأذهان.  وقد نجح في ذلك وجعل كتابه مرجعاً أولياً لدراسة تأمين خسارة الأرباح.

 

يقول المؤلف في مقدمة الكتاب

 

لا شك أن تأمين خسارة الأرباح يعتبر من أنواع التأمين المهمة والضرورية للمشاريع الصناعية والأنشطة التجارية والخدمية، فالأضرار التي تنشأ عن حريق قد تؤدي إلى توقف أو اضطراب العمل وتكون خسائره في أحيان كثيرة أعلى من الاضرار المادية لحادث الحريق نفسه. (ص 9)

 

وليس هذا فحسب ذلك لأن تزايد ترابط الاقتصاد العالمي قد خلق وضعاً بحيث أن حادث حريق أو فيضان لا يؤدي فقط إلى توقف عمل المصانع داخل البلد الواحد بل يتسبب في توقف الأعمال في بلدان أخرى (كما في فيضانات تايلند، 2011، التي أثرت سلباً على العديد من المصانع في اليابان) نظراً لقطع سلسلة إنتاج المنتجات وتوريدها إلى بلدان أخرى supply chain، وهو ما يعرف بلغة التأمين بالتوقف الطارئ للإنتاج Contingent Business Interruption (CBI).

 

لم يتناول الخفاجي عرض هذا الموضوع بسبب طبيعة كتابه الذي “يتضمن تقديم الخطوط العامة والمفاهيم الأساسية التي يقوم عليها تأمين خسارة الارباح وأهم التطبيقات العملية.” (ص 11).  كما أن الكتاب “يبتعد عن عرض التعقيدات بما فيها التوسعات الممكنة لغطاء التأمين، كتوسيع الغطاء ليشمل توقف العمل الناتج عن حريق أو حادث آخر في مواقع مجهزي المؤمن له أو مستهلكيه Suppliers and Customers Extension.أو انقطاع سلسلة التجهيزات بسبب الكوارث الطبيعية Supply Chain Disruption أو تأثير الأخطار السبرانية Cyber Risk.”

 

نتمنى على المؤلف التوسع في محتوى الكتاب في حال إعادة نشره من باب استكمال تغطية الجوانب المختلفة لتأمين خسارة الأرباح، كتأثير الأخطار السيبرانية cyber risks على شرط الضرر المادي material damage proviso وقيام ظاهرة الضرر غير المادي non-physical damage الذي يشبه ما يرد في الغطاء التقليدي لهذا التأمين في توفير الحماية للشركات من آثار عدم استطاعة الدخول إلى موقع العمل بسبب مرض معدي أو عمل إرهابي خارج الموقع، مثلاً، وهو ما يقع تحت عنوان منع وصول المؤمن له والعاملين إلى موقع العمل denial of access إذ تلجأ السلطات المعنية إلى تطويق المنطقة للتحقيق في أسباب وملابسات الحادث.

 

إن المؤلف على معرفة بهذه الجوانب، فهو “يعرض بشكل تعريفي مختصر لتأمين خسارة الأرباح الناتجة عن التأخير في بدء تشغيل المشروع، وهو ما يسمى بتأمين خسارة الأرباح المتقدمة ((Advance Loss of Profit الذي يلحق بوثيقتي التأمين الهندسي الخاصة بإنشاء ونصب المشاريع (Contractors All Risks & Erection All Risks Policies)” (ص 11).  كان بالإمكان إضافة تأمين خسارة الأرباح في فرع التأمين البحري، ونعني بذلك تعويض أصحاب المشروع بخسارة الأرباح المترتبة على التأخير في بدء تشغيل المشروع Delay in Start-up (DSU) بسبب حادث بحري يعرقل وصول المواد والمكائن والمعدات في الوقت المحدد ويؤدي إلى تأخير في إنجاز المشروع في أوانه المتعاقد عليه.

 

لقد غطى المؤلف موضوعه بحرفية ومعرفة معمقة بتأمين خسارة الأرباح.  وسيظل كتابه مرجعاً أساسياً لممارسي التأمين وكذلك لأصحاب الشركات، رغم أنهم، جميعاً، بعيدين في الوقت الحاضر عن هذا الموضوع.  لكننا نعتقد بأن ضغط الأوضاع الاقتصادية وترسخ مفهوم مسؤولية المدراء على بقاء الشركات التي يعملون على إداراتها كمؤسسات عاملة مستمرة في العمل وإدخال مفاهيم إدارة الخطر سيدفع باتجاه إدخال وإشاعة هذا النمط من التأمين.  ونعرف أن المؤسسات المالية الدولية التي تقدم القروض لتمويل المشاريع تشترط على المستفيدين من القروض الالتزام بشراء حزمة من أغطية التأمين من بينها تأمين خسارة الأرباح المتقدمة والتأخير في بدء تشغيل المشروع.  فهذه المؤسسات معنية بإكمال المشروع في الوقت المحدد لبدء التشغيل وتحقيق الإيرادات المتوقعة التي يستفاد منها في إطفاء القرض.  إن كتاب منعم الخفاجي سيكون دليلاً أولياً للشركات العراقية.

 

إن نشر هذا الكتاب من قبل شركة التأمين الوطنية يستحق كل التقدير، ويشهد لها رعايتها لنشر الكتب التأمينية، وهي بذلك تحتل موقعاً فريداً بين شركات التأمين العراقية.  ويتمنى المرء أن تقوم الشركة بتوسيع نشرها لكتب التأمين وتشجيع ممارسي التأمين والأكاديميين للبحث في تاريخ النشاط التأميني في العراق وقضاياه المعاصرة.  ونأمل أن تحذو شركات التأمين الأخرى حذو شركة التأمين الوطنية.

 

 

15 آذار 2020

[1] بهاء بهيج شكري، النظرية العامة للتأمين (بغداد: مطبعة المعارف، 1960)، ص 377-378.

 

بديع أحمد السيفي، الوسيع في التأمين وإعادة التأمين، 2ج، الجزء الثاني، ص 603-610 (التأمين من خسارة الأرباح بسبب الحريق)؛ ص 826-827 (وثيقة تأمين خسارة الأرباح الناتجة عن عطب المكائن)

 

[2]  بثينة حمدي حسين، “التأمين ضد خسارة الأرباح،” رسالة التأمين، العدد الرابع، مايس 1967.

 

[3] منعم الخفاجي، مدخل لدراسة التأمين (بيروت: منتدى المعارف، 2018)، ص 139-172.

Bibliography of Insurance in Iraq

ببليوغرافيا التأمين في العراق

 

 

مصباح كمال

 

 

نشر هذا التعليق في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين:

 

http://iraqieconomists.net/ar/2020/02/23/%d9%85%d8%b5%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a8%d8%a8%d9%84%d9%8a%d9%88%d8%ba%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9/http://iraqieconomists.net/ar/2020/02/23/%d9%85%d8%b5%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a8%d8%a8%d9%84%d9%8a%d9%88%d8%ba%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9/

 

http://iraqieconomists.net/ar/wp-content/uploads/sites/2/2020/02/%E2%80%99Misbah-Kamal-Bibliography-Insurance-Iraq.pdf

 

بعد نشر التعليق في موقع الشبكة أرسلت رابط النشر للأستاذ المتمرس الدكتور جمال الدباغ.  استلمت بتاريخ 24 شباط 2020 رسالة إلكترونية منه تضمنت جملة من الملاحظات والتصويبات على التعليق.  وجاء في رسالته: “أحتفظ بمسودات ببلوغرافيا الكتب والمطبوعات التأمينية العراقية أتمنى أن تتاح الفرصة لنشرها.”

 

أنا مدين له لقراءته الدقيقة ولتنبيهي على بعض النواقص إذ أن ما أنشره قلّما يحظى بمثل هذه القراءة.  وقد استفدت من رسالته في إعداد هذه النسخة، فله أجزل الشكر.

 

مصباح كمال

26 شباط 2020

 

 

عنوان هذه المقالة القصيرة فيه رنة وطموح لا يتناسب مع مضمونه الضيق؛ غرضي من العنوان هو الاستثارة والفضول العلمي لدى المهتمين بالشأن التأميني.  ليس هناك ببليوغرافيا للتأمين في العراق لكن كانت هناك محاولات جادة لتصنيف مثل هذه الببليوغرافيا كما سأعرضها أدناه.

 

[1] التأمين في كتاب د. خير الدين حسيب: مصادر الفكر الاقتصادي العربي في العراق، 1900-1971[1]

 

قبل أن ينشر هذا الكتاب (بيروت: دار الطليعة، 1972)، وهو فريد من نوعه، لم يكن هناك ببليوغرافيا للكتابات التأمينية في العراق، وسيمضي عقد قبل أن نطلع على فهارس متخصصة بالتأمين، سنأتي على ذكرها.

 

يصنف الدكتور حسيب التأمين كموضوع تكميلي للاقتصاد (ص 46) كالجغرافية الاقتصادية، والإدارة، والتعاون والتعاونيات، والإحصاء.  وهو لا يعتبر هذه الفروع اقتصادية صرفة “لكنها على جانب الاقتصاد وحافته” (ص 17).  ويذكر بأن فهرس التأمين يضم (20) مؤلفاً (معظمها مقالات وعدد الكتب صغير جداً).

 

يقول في الصفحة 13 انه بذل “كل مجهود ممكن للحصول على أشمل صورة ممكنة ضمن الحدود والإمكانيات الأخرى اللازمة التي اتيحت لهذا البحث.  ولكنني مطمئن إلى أنه ليس هناك إلا القليل عدا مما لم تشمله هذه الدراسة.”  دقة الدكتور حسيب معروفة ولذلك فإن هذا التأكيد صحيح فيما يخص الاقتصاد بالمعنى الضيق كتطبيقات ونظريات، لكن هناك ما نراه ثغرة في ببليوغرافيا التأمين (ص 333-335)، فهو ليس مكتملاً إذ أنه لا يذكر ما نشر في مجلة رسالة التأمين التي بدأت بالصدور سنة 1967 وتوقفت سنة 1981 وكانت تصدرها المؤسسة العامة للتأمين.  وهذه المجلة هي “من الإنجازات المهمة التي قامت بها المؤسسة” لأن المجلة “أخذت تلعب دوراً مهماً في نشر الثقافة التأمينية.” (كاظم الشربتي، التأمين: نظرية وتطبيق، ط5، 1974، ص 114).  ونستغرب عدم إشارته لهذه المجلة عند عرضه السريع للمجلات الاقتصادية العراقية (ص 23-24) خاصة وأنها كانت تضم مقالات حول استثمارات واقتصاديات التأمين.

 

وعلى أي حال، فإن ما قام به الدكتور حسب، سواء بالنسبة للاقتصاد أو الفروع التكميلية للاقتصاد يعتبر عملاً رائداً.

 

[2] د. جمال عبد الرسول غانم: فهارس التأمين

 

سيمضي عقد على صدور كتاب د. خير الدين حسيب قبل أن يقوم د. جمال عبد الرسول غانم بوضع عدد من الفهارس التأمينية المهمة.  (بقيت هذه على حالها منذ صدورها ولم تخضع للتحديث من قبله أو من غيره).  سنكتفي هنا بذكر عناوين هذه الفهارس.

 

جمال عبد الرسول غانم، فهارس بحوث الدبلوم العالي في إدارة التأمين (بغداد: وزارة التعليم العالي، مؤسسة المعاهد الفنية، معهد الإدارة/الرصافة، قسم إدارة التأمين، 1983)، 17 صفحة.

 

كان الدبلوم العالي معادلاً للماجستير.

 

جمال عبد الرسول غانم، فهارس نشرة نافذة على التأمين (بغداد: شركة التأمين الوطنية، 1990)، 42 صفحة.

 

وهي نشرة فصلية كان يصدرها قسم التخطيط والمتابعة/الأبحاث في شركة التأمين الوطنية، ضمت فهارس النشرة للأعداد 1-20.  بدأت بالصدور سنة 1983.

 

جمال عبد الرسول غانم، فهارس مجلة رسالة التأمين (بغداد: شركة التأمين الوطنية، 1991)، 43 صفحة.

 

كانت المجلة تصدر من المؤسسة العامة للتأمين، وقد ضمَّت 44 عدداً، 1967-1981.

 

اعتقد أن هذه الفهارس، وهي مطبوعة على الآلة الكاتبة ككراسات، متوفرة في مكتبة شركة التأمين الوطنية، بغداد.  أشكر الدكتور جمال عبد الرسول غانم على توفير نسخ إلكترونية من هذه الفهارس.[2]

 

لقد كان الدكتور جمال رائداً في مجال فهرسة بحوث التأمين الجامعية والمقالات المنشورة في مجلة رسالة التأمين ومجلة نافذة على التأمين.

 

التحق بدراسة الدبلوم العالي في التأمين بجامعة بغداد عام 1979، وعرف عنه حرصه على جمع مصادر دراسة التأمين وفهرستها.  كان عضواً في الهيئة التدريسية، قسم إدارة التأمين، معهد الإدارة/الرصافة، مؤسسة المعاهد الفنية، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.  كان آخر منصب يشغله قبل تقاعده هو رئيس هيئة التعليم التقني التابعة لوزارة التعليم العالي.  ظل مهتماً بالشأن التأميني لكنه لم يوسعها لتحديث الفهارس أو وضع ببليوغرافيا للكتب التأمينية العراقية.

 

[3] تحديث ببليوغرافيا الاقتصاد والتأمين

 

نتمنى أن يقوم أهل الاختصاص في الاقتصاد بتقييم كتاب الدكتور خير الدين حسيب، المفيد للباحث الاقتصادي، والإضافة إليه بتأليف ببليوغرافيا حديثة خاصة وأن الدكتور حسيب لم يعمل على تحديث كتابه.  كما نتمنى من أهل الاختصاص في التأمين تحديث الفهارس المهمة التي أعدها الدكتور جمال عبد الرسول غانم وتأليف ببليوغرافيا لكتب التأمين العراقية.

 

مصباح كمال

13 شباط 2020

تم تحديث هذه النسخة بتاريخ 26 شباط 2020

[1] رابط كتاب الدكتور حسيب في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين

http://iraqieconomists.net/ar/2020/02/01/%d8%af-%d8%ae%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d8%a8-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d9%85%d8%b5%d8%a7%d8%af%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%83%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%82/

 

http://iraqieconomists.net/ar/wp-content/uploads/sites/2/2020/01/2.pdf

 

[2] الفهارس التي قام د. جمال عبد الرسول غانم بوضعها متوفرة عندي بصيغة بي دي إف لمن يرغب الحصول عليها.

Commercial Fire Losses in Iraq and Indemnity by Insurance Companies

حوادث الحريق في المراكز التجارية في العراق ودور شركات التأمين في التعويض عنها

 

 

علي الجنابي

نشرت هذه المقالة أصلاً في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين

علي الجنابي-خسائر الحريق-محررة
http://iraqieconomists.net/ar/2019/10/08/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d8%a7%d8%a8%d9%8a-%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%af%d8%ab-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d9%82-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%a7%d9%83%d8%b2-%d8%a7%d9%84/

مقدمة

 

من المنصف ان نسلط الضوء على دور شركات التأمين العراقية في إسناد الاقتصاد العراقي في كل مفاصله وبشقيه الحكومي والقطاع الخاص.

 

تعد وثيقة الحريق من أهم الوثائق التي شهدت إقبالاً واسعاً لدى أصحاب الأموال وهي من أكثر الوثائق تعرضاً للتعويضات نسبة الى ما نشهده من حوادث الحريق والتي يكون عامل درجة الحرارة المرتفع في مناخ العراق صيفاً والذي يؤثر بدوره الى تذبذب التيار الكهربائي مما يولد تماساً في الأسلاك الكهربائية، هو العامل الاكبر في ازدياد حوادث الحريق، ومنها ما تكون حوادث حريق جماعية وبالأخص المراكز التجارية المهمة، وسوف نذكر بعضاً منها.

 

إحصائيات تعويضات الحريق

 

إن أغلب الأموال المؤمنة التي تعرضت الى حوادث حريق طيلة السنوات المنصرمة قد تم تعويض أصحابها كما هو موضح في الإحصائية أدناه.[1]

 

 

 

 

تعويضات الحريق المسددة للفترة 2009-2017

بالدينار العراقي

السنة مجموع تعويضات الشركات الأهلية تعويضات

شركة التأمين العراقية

تعويضات

شركة التأمين الوطنية

2009 19,500,000 86,195,000 25,495,640

 

2010 153,000,000 1,484,953,000 365,625,723

 

2011 16,480,600 49,817,000 398,947,711

 

2012 716,602,000 156,868,422 2,364,746,606

 

2013 452,075,000 481,085,816 1,232,451,715

 

2014 408,787,000 1,060,500,000 1,146,648,244

 

2015 1,467,506,000 220,842,125 9,669,252,013

 

2016 1,305,530,000 2,030,186,066 2,836,632,530

 

2017 2,295,823,000 1,087,748,976 923,508,571

 

الإجمالي 6,983,629,000 6,658,196,405 18,963,308,753

 

 

 

من خلال ما ورد تشير الإحصائيات الى حجم التعويضات المتحققة طيلة السنوات الماضية، حيث احتلت شركة التأمين الوطنية الحصة الأكبر في التعويضات تليها شركة التأمين العراقية يليها مجموع تعويضات شركات التأمين الخاصة مجتمعةً.  وهذا يدل على قوة الشركات الحكومية ومدى استجابتها واستيعابها لأخطار حريق ضخمة.

 

استفسارات

 

كان الزميل مصباح كمال قد وجه رسالة إلى إدارة شركة التأمين الوطنية حول حوادث الحريق، أنقل نصها أدناه مع إجاباتي على الأسئلة التي وردت فيها.

 

يرد في الصحافة وفي وكالات الأنباء أخبار مستمرة حول حرائق وانفجارات في مختلف أنحاء العراق، ولكن لا يرد أي ذكر لحجم الأضرار البشرية والمادية إلا بشكل مقتضب أو ناقص.  وفيما يخص التأمين على المنشآت التي تتعرض لهذه الحرائق والانفجارات فلا يرد أي ذكر له.

 

أفترض أن آثار بعض هذه الحوادث قد تمتد إلى خارج مواقعها لتشمل الممتلكات القريبة منها. ربما تكون الممتلكات موضوع الحرائق والانفجارات والممتلكات القريبة مغطاة بوثائق التأمين.  وبهذا الشأن أود أن أثير بعض الأسئلة.

 

1-هل أن تجربة الشركة، وتجربة قطاع التأمين عموماً، تؤكد وجود مثل هذه الوثائق؟

2-هل تقدّم أصحاب هذه الوثائق بمطالبات للتعويض؟

3-كيف يتم التعامل مع هذه المطالبات عندما يكون السبب المباشر ليس واضحاً أو مستثنى من وثيقة التأمين؟

4-هل هناك إحصائيات عن عدد حوادث الحريق والانفجارات وأقيامها التقديرية؟

5-هل جرت دراسة للموضوع لم أنتبه لها؟

 

بودي الرجوع إلى موضوع تأمين الحريق في العراق والتعليق عليه في ضوء حوادث الحريق والانفجارات التي نقرأ عنها فقد كان لي تعليق قصير على موضوع تأمين الحريق: http://new-site.iraqieconomists.net/ar/wp-content/uploads/sites/2/2018/04/Fire-Insurance-Compulsory-Comment-on-Abdul-Hassan-Al-Zayyadi-2-1.pdf ربما أستطيع تحديثها في حال توفر المعلومات المناسبة.

 

هل بالإمكان التعاون معي بهذا الشأن ربما من خلال أحد الموظفات/الموظفين المعنيين بالموضوع؟

 

إجابات على الاستفسارات

 

فيما يلي أقدم إجابات عل بعض الأسئلة.

 

1-هل ان تجربة الشركة وتجربة قطاع التأمين عموماً تؤكد وجود مثل هذه الوثائق؟

 

ج/ بالتأكيد ان تجربة شركة التأمين الوطنية وشركة التأمين العراقية وشركات القطاع الخاص قد أسهمت إسهاماً كبيراً في إسناد مِفصل مهم من مفاصل الاقتصاد العراقي وبالأخص وثيقتي التأمين من الحريق والحوادث.

 

2- هل تقدم أصحاب هذه الوثائق بمطالبات تعويض؟

 

ج/ يسارع أصحاب الوثائق (المؤمن لهم) بتقديم طلبات من خلال ملئ استمارة طلب التعويض فوراً عند حصول حادث الحريق، ويتم الكشف على حادث الحريق خلال ساعات من خلال موظفي قسم تعويضات الحريق ويتم تقديم تقرير مفصل عن الحادث بعد ان تقوم فرق الدفاع المدني بإخماده.

 

3- كيف يتم التعامل مع هذه الطلبات عندما يكون السبب المباشر ليس واضحاً أو مستثنى؟

 

ج/ إن الأحداث التي تصدرت المشهد العراقي كونت ظروفاً اقتصادية صعبة، بالإضافة الى غياب الأمن في السنوات الماضية وكثرة التفجيرات والاعمال الارهابية استهدفت جزءاً كبيراً منها المراكز التجارية الحيوية في العراق.  وكان التعامل مع تلك الحرائق من قبل الشركة يتم حسب ما تظهره التحقيقات والأدلة الجنائية، فإن ا ثبُت بأن أسبابها كان نتيجة عمل إرهابي يُردُّ طلب التعويض كون خطر الأعمال الإرهابية خاضعاً لاستثناءات وثيقة الحريق.

 

4- هل جرت دراسة للموضوع مسبقاً؟

 

ج/ أجريت أكثر من دراسة حول اسباب تكرار حوادث الحريق وكيفية وضع السبل لمعالجتها، وتمت مشاركة ممثلي الشركة في عدة ورش حكومية نظمها مجلس الوزراء لتشخيص الاسباب ومعالجتها للحد من تفاقمها، ومتابعة شروط السلامة من قبل فرق الدفاع المدني.

 

بعض حوادث الحريق الكبيرة

 

من أبرز المجمعات التجارية العملاقة والمخازن الضخمة التي كانت محمية بغطاء تأمين الحريق الآتي:

 

(في منطقة الشورجة / بناية القادسية للملابس، عمارة دبي للملابس، ومجمع روز للعطور والملابس والأجهزة الكهربائية، عمارة النعمان).  وقد تسببت أغلب حوادث الحريق هذه بخسارة كلية للمحلات ومحتوياتها.

 

ومن الأمثلة الأخرى، حريق سوق الدهانه في كربلاء التي انتشرت أثاره إلى محلات أخرى وصنفت كخسارة جماعية.  وهناك حوادث حريق متفرقة في بغداد وباقي المحافظات ومنها مخازن تمَّ تعويضها بمبالغ كبيرة تراوحت بين النصف مليار وتسعة مليارات ونصف المليار دينار عراقي وبما يعادل (8 مليون دولار امريكي).

 

إن هذه الورقة هي محاولة أولية لرصد حوادث الحريق في العراق، نأمل أن نتوسع فيها في المستقبل، كما نأمل أن يساهم ممارسو التأمين بالتعليق عليها.

 

 

علي الجنابي

شركة التأمين الوطنية / فرع الحريق والحوادث، قسم التعويضات

 

22 / 9 /2019

[1] الأرقام المدرجة في هذا الجدول مصدرها جمعية التأمين العراقية.