Monthly Archives: سبتمبر 2021

في نقد كلمة وزير المالية علي عبد الأمير علاوي

في مؤتمر إصلاح قطاع التأمين في العراق، بغداد، 15-16 أيلول 2021

مصباح كمال

نشر في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين:

http://iraqieconomists.net/ar/wp-content/uploads/sites/2/2021/09/Misbah-Kamal-Insurance-Conference-September-2021-Minister-of-Finance-Speech-IEN.pdf

http://iraqieconomists.net/ar/2021/09/29/%d9%85%d8%b5%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%81%d9%8a-%d9%86%d9%82%d8%af-%d9%83%d9%84%d9%85%d8%a9-%d9%88%d8%b2%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%84/

مقدمة

ألقى وزير المالية علي عبد الأمير علاوي كلمة قصيرة (540 كلمة) في مؤتمر إصلاح قطاع التأمين في العراق ضمت عددًا من الأفكار التي تستحق المناقشة،[1] وقد أشرنا إلى بعضها بشكل عابر في مقال سابق.[2]  حسب علمنا لم تخضع هذه الكلمة إلى مناقشة في المجال العام.

قراءتنا لنص هذه الكلمة تشير إلى أن كاتبها ليس وزير المالية، ونفترض أنها كتبت من قبل شخص ملم بالتأمين.  ربما تكشف الأيام من هو كاتب هذه الكلمة.  لا يمكن لمؤلف كتاب احتلال العراق: ربح الحرب، وخسارة السلام (2009) وكتاب أزمة الحضارة الإسلامية (2011) أن يكون كاتب الكلمة.  فصياغة الكلمة وتماسك أفكارها ضعيفة وكان بالإمكان تحسينها من خلال تحرير النص لضمان اتساقه ودقته.  يكفي قراءة الفقرة الأولى للكشف عن هذا الضعف في الاتساق.  فيما يلي سنقدم ملاحظات سريعة على بعض الأفكار التي وردت في نص الكلمة.

في أهمية قطاع التأمين

في الفقرة الأولى من كلمته يؤكد الوزير على أهمية “قطاع التأمين في القطاعات الاقتصادية”، والمعني بذلك أهمية التأمين في الاقتصاد الوطني، وأنه “ركن مهم وأساسي” في ثلاث مجالات:

  1. التنمية الاقتصادية
  2. تطور القطاع الخاص
  3. تخفيف العبء الواقع على الدولة.

تُقدِمُ الكلمة هذه العناوين وكأنها من المسلمات وهي، في صيغتها المعروضة، ليست كذلك وكان من المناسب تقريبها لذهن المستمع من خلال إغناء محتواها.

لقد جاءت العناوين خاوية وبحاجة إلى قليل من التفصيل كالقول بالنسبة للتنمية الاقتصادية أن مساهمة قطاع التأمين يتم من خلال توظيف الفوائض المالية المتراكمة لدى شركات التأمين في استثمارات عينية وفي تمويل مشاريع قليلة المخاطر، وفي الحفاظ على استمرار الإنتاج المادي من خلال التعويض عن الخسائر والأضرار المادية التي تلحق بالمباني والمكائن والمعدات، وكذلك الخسارة المالية المترتبة على توقف العمل وهو ما يعرف بخسارة الأرباح.

ومن المفيد أن نقتبس لفائدة القراء ما كتبناه قبل ما يقرب من عشرين سنة حول أهمية التأمين تحت العناوين التالية:

  • المساهمة في الدورة الاقتصادية: تحويل الدخل بين مفردات الدخل القومي وما يترتب على ذلك من تنشيط لخدمات أخرى، وكذلك تشجيع المجازفة الاقتصادية (من خلال تعويض صاحبه عن ممتلكاته ومنتجاته المتضررة من جراء الحوادث غير المتوقعة، وتقديم القروض العقارية وغيرها ضمن عقود التأمين على الحياة).
  • توفير فرص للعمالة رغم محدوديتها في ظل الأوضاع القائمة.
  • تحويل كلفة الخطر: المساهمة في حماية الوضع المالي للأفراد والمؤسسات المؤمن عليها، والمساهمة في ديمومة الإنتاج، وحماية عناصر الثروة الوطنية (البشرية والمادية) ضد الكوارث الطبيعية وتلك التي تترتب على الفعل البشري خلال ممارسة الإنتاج.
  • تفادي النزاع بين الأفراد من خلال تحمل شركة التأمين للنتائج المالية للأضرار التي يتسبب به الفرد ضد فرد آخر أو مجموعة من الأفراد (مثال التأمين على السيارات والحريق.(
  • المساهمة في التنمية الاقتصادية من خلال تنشيط الادخار والاستثمار.  ولذلك يمكننا القول بأن شركات التأمين تعتبر أحد المصادر المهمة لرأس المال المالي، فحتى شركات التأمين التي لا تمارس التأمين على الحياة تلجأ إلى تكوين احتياطيات فنية واحتياطيات حرة للوفاء بالتزاماتها لتعويض حملة وثائق التأمين عند تحقق الضرر المؤمن ضده.  ومثل هذه الاحتياطيات صالحة للاستثمار وخاصة للآجال القصيرة.

هذه الوظائف تجد تعبيراً لها في قطاع التأمين في العراق بحدود لكنها لم تلق ما تستحقها من تحليل.  ويمكن القول إجمالاً إن المساهمة الاقتصادية لقطاع التأمين في عملية تمويل التراكم الاقتصادي ضعيفة.  ويعكس ذلك ضعف الكثافة التأمينية، الذي يؤشر بدوره على هشاشة دخول الأفراد مما يجعل الإقبال على شراء الحماية التأمينية ضعيفاً.  كما أن الدولة أغفلت أهمية جعل بعض فروع التأمين إلزامياً كتأمين المباني باعتبارها جزءاً من الثروة الوطنية كما هو الحال، على سبيل المثال، في سويسرة وألمانيا، أو ربط القروض العقارية بالتأمين على الحياة وتأمين الأعيان ضد خطر الحريق وغيره.  هذه الملاحظات بحاجة إلى دراسة لا تتأثر بالمطلب السياسي الذي يستدعي زيادة موارد الدولة دون الأخذ بنظر الاعتبار مستوى الدخل الفردي.[3]

وبالنسبة لأهمية قطاع التأمين في “تطور القطاع الخاص” فإنها مُضببة إذ كيف يمكن للمستمع العادي للكلمة أن يفهم العلاقة السببية بين قطاع التأمين وتطور القطاع الخاص.  من المعروف في الاقتصادات الرأسمالية في زماننا أن القطاع الخاص لا يُقدم على إقامة المشاريع الإنتاجية والخدمية وغيرها دون اللجوء ابتداءً إلى شراء الحماية التأمينية.  وبهذا المعنى فإن تطور القطاع الخاص مرتبط بتوفر الحماية المالية من قطاع التأمين.  وقد عبّر أحد رجال التأمين عن هذه الحقيقة بالقول إن التأمين هو الحمض النووي للرأسمالية.[4]

المشكلة في العراق أن القطاع الخاص لا يلجأ إلى التأمين دائمًا إلا في الحالات التي يكون فيه مقاولًا لمؤسسة حكومية تشترط في عقد الإنشاء إجراء التأمين ضد مخاطر معينة.

أما “التخفيف الواقع على الدولة” فهو الآخر مُبهم ما لم يكشف عن المستور وراء هذا العنوان خاصة وأن شركات التأمين لا تشكل عبئًا على ميزانية الدولة لا بل هي ترفد خزينة الدولة بموارد مالية متمثلة بالضرائب والرسوم، ولم يُعرف عن شركات التأمين العامة أنها لجأت إلى الدولة لتمويل خسائرها (وهي لم تحقق خسائر في تاريخها الذي يزيد على أكثر من نصف قرن).

من رأيي إن المراد من هذا العنوان هو تحويل تمويل بعض الخدمات العامة إلى شركات التأمين.  ويرد في البال هنا تحويل تمويل الخدمات الصحية التي توفرها الدولة لمواطنيها من خلال تسليعها وشراءها من القطاع الصحي الخاص من خلال وثائق التأمين الصحي.  والهدف هو حصر الخدمات الصحية بأنواعها بالحدود الدنيا، وهي الوصفة التي ارتبطت بإقحام الليبرالية الجديدة وأدواتها في إدارة الدولة وإبعادها من مجال النشاط الاقتصادي.  وقد أفصحت الفقرة النهائية في كلمة الوزير عن هذا التوجه:

وهنا لابد من الاشارة الى ضرورة تحديد مسارنا المستقيلي هل المعتمد المركزية وتحكم الدولة ودخوله لمختلف ابواع الاصل ومراحمتها للقطاع الخاص بمنافسة عبر كتوءة وغير عادلة في نفس الوقت ام التخلي عن القطاعات الاقتصادية للقطاع الخاص واكتفاء الدولة بدور المنظم والراعي للاعمال ومنها قطاع التامين بطبيعة الحال. [الاقتباس منقول حرفيًا بأخطائه من نص كلمة وزير المالية]

ولعل استبعاد دور الدولة يتخذ أيضًا شكل تخفيف العبء المالي على خزينة الدولة في مجال المعاشات التقاعدية بحيث تصبح هذه المعاشات موضوعًا لشراء السناهيات annuities من شركات متخصصة بالتقاعد ومن منتجات التأمين على الحياة.

مغالطات

من المغالطات في كلمة وزير المالية أن قطاع التأمين قد أخذ “بالظهور والعودة إلى الواجهة بعد أحداث 2003 …” فالقطاع لم يختفي “بسبب تعرض العراق إلى طروف [ظروف] الحروب والحضر [الحظر] الاقتصادي” ثم ظهر بعد ما يسميه الوزير “أحداث عام 2003” (وهو الذي ألَّف كتابًا عنوانه الأساسي احتلال العراق).

ربما لا يعرف الوزير أو كاتب نص كلمته أن قطاع التأمين استمر بالعمل بالحدود الدنيا المُتاحة خلال فترة الحصار الاقتصادي للعراق[5] (بدأ في آب 1990 واستمر لغاية أيار 2003 مع بقاء بعض القيود الخاصة بالتسليح والتصرف بموارد النفط).  كما أن هذه الفترة شهدت نهاية احتكار التأمين من قبل شركات التأمين العامة مع صدور قانون الشركات رقم 21 لسنة 1997.  وقد كتبنا الآتي عن هذا الموضوع قبل ما يقرب من عقدين:

شهد عام 1997 صدور قانونين ربما سيكون لهما الأثر الكبير في تغيير بنية سوق التأمين العراقي.  الأول هو قانون الشركات الخاصة لتشجيع رأس المال الوطني للاستثمار في شركات خاصة للتأمين وإعادة التأمين في العراق.  ويستفاد من المعلومات المتوفرة أن أعمال إعادة التأمين لهذه الشركات الخاصة ستنحصر في شركة إعادة التأمين العراقية.  والثاني هو قانون الشركات العامة الذي يهدف إلى “تنظيم العمل في الوحدات الاقتصادية المملوكة للدولة والممولة ذاتياً والتي تمارس نشاطاً اقتصادياً، وبهدف توحيد القوانين المنظمة لنشاط هذه الوحدات من خلال تأسيس شركات عامة وطنية.”[6]  وتوجب المادة (10) من قانون الشركات الخاصة رقم 21 على الشركات التي تمارس التأمين وإعادة التأمين أن تكون شركات مساهمة.  كما صدرت عام 1999 تعليمات من وزير المالية تناولت إجراءات منح إجازة ممارسة أعمال التأمين وإعادة التأمين.  وتبع ذلك صدور قرار من الوزير لتنظيم العلاقة بين شركات التأمين، العامة منها والخاصة، وشركة إعادة التأمين العراقية.  “ويجيز القرار لشركة إعادة التأمين العراقية، التابع للقطاع العام، تقبل الأخطار التي يجري إسنادها إليها من قبل شركات التأمين الخاص.”[7]

من المغالطات الأخرى أن “الانفتاح على دول العالم المختلفة ومشاهدة التطور الكبير الحاصل في هذ القطاع الاثر في حث المسؤولين على تنشيط هذا القطاع وقد تم تشريع قانون تنظيم أعمال الناسين رقم 10 لسنة 2005.”

هذا العرض ينطوي على تشويه التاريخ الحقيقي لتشريع قانون تنظيم أعمال التأمين لسنة 2005 الذي لم يلعب المسؤولين أي دور في تشريعه سوى إسراع رئيس الوزراء آنذاك، المُعين من قبل المحتل الأمريكي، بعد عودته من زيارة الولايات المتحدة الأمريكية، بتوقيعه لينشر في الوقائع العراقية.  ربما تناسى الوزير أو كاتب النص أن هذا القانون يُعرف بالأمر رقم 10، وهو من بين الأوامر التي أصدرتها سلطة الائتلاف المؤقتة برئاسة بول بريمر الثالث خلافًا لاتفاقيات جنيف التي تقضي بعدم تغيير ما هو قائم إلا إذا كان يشكل تهديدًا للمحتل.  لقد أهمل هذا القانون/الأمر قضايا أساسية وساهم في تهميش قطاع التأمين العراقي.  وقد فصّلنا كل ذلك في عدد من دراساتنا.[8]

تطوير قطاع التأمين

يشير وزير المالية في كلمته إلى رؤية ومنهجية وأهداف لإصلاح قطاع التأمين جريًا وراء ما جاء في الورقة البيضاء وكما يلي:

ان الرغبة في تطوير قطاع التأمين لابد من ان يصاحبها رؤية واضحة وعميقة لهذا تستند الى منهجية سليمة للإصلاح في هذا القطاع الاقتصادي المهم نبدأ اقع الحالي ومشاكله لنحدد الاهداف التي ترجو الوصول اليها من أخل وضع وات الاصلاح موضع التنفيد وهذا ما ثم انتهاجه في الورقة البيضاء التي اقرتها الحكومة العراقية بجزئيها الأول والثاني. [منقول حرفيًا من النص المنشور لكلمة وزير المالية]

صياغة هذه الفقرة توحي بأن ما جاء في الورقة البيضاء بجزئيها الأول والثاني صار من المسلمات وليس للقائمين على إدارة قطاع التأمين وتوجيهه (وزارة المالية من خلال ديوان التأمين) سوى ترجمة ما جاء في الورقة البيضاء.  إن هذا الموقف ينطوي على مصادرة على ما هو مطلوب فما جاء في الورقة البيضاء بشأن التأمين لم يخضع حتى الآن للمناقشة المفتوحة.[9]  ترى هل قامت جمعية التأمين العراقية، وهي تضم جميع شركات التأمين العامة والخاصة، بعقد لقاءات لمناقشة ما جاء في الورقة البيضاء بشأن قطاع التأمين؛ وهل للجمعية موقف يختلف من الموقف المعروض في الورقة البيضاء من قبل مستشاري وخبراء الحكومة؟

مصير شركات التأمين العامة

بيت القصيد في كلمة وزير المالية هو العمل على إلغاء وفي أحسن الحالات تحجيم دور شركات التأمين العامة.  هكذا نقرأ الفقرة ما قبل الأخيرة في الكلمة وننقلها حرفيًا:

وهنا لابد من الاشارة الى ضرورة تحديد مسارنا المستقيلي هل المعتمد المركزية وتحكم الدولة ودخوله لمختلف ابواع الاصل ومراحمتها للقطاع الخاص بمنافسة عبر كتوءة وغير عادلة في نفس الوقت ام التخلي عن القطاعات الاقتصادية للقطاع الخاص واكتفاء الدولة بدور المنظم والراعي للاعمال ومنها قطاع التامين بطبيعة الحال… إن اعتمادنا للخيار الثاني يحتم علينا العمل جاهدين على تطوير البيئة التشريعية لقطاع التأمين بطريقة عصرية وعلى وفق افضل الممارسات الموجودة في العالم وبما يؤفر لمناخ تنظيمي للعمل يتسم بالوضوح والشفافية والمنافسة العادلة تقف فيه الدولة كمنظم لحقوق جميع الاطراف المتعاملة في التأمين.

ليس هذا بالموقف الجديد فقد طُرحت في مناسبات سابقة وبصيغ مختلفة ولكنها كلها تلتقي على حصر دور الدولة بتنظيم regulation النشاط الاقتصادي، من خلال المرتكزات التالية: تقليص القطاع العام، وإبعاد دور الدولة المباشر وغير المباشر في الاقتصاد الوطني، وما تسميه الورقة البيضاء بالدور الريعي للدولة في تقديم الخدمات العامة للمجتمع.  هذه المرتكزات مقتبسة من المشروع النيوليبرالي الذي دشنته حكومة مارغريت ثاتشر في بريطانيا منذ ثمانينيات القرن الماضي.  ومنذ الاحتلال الأمريكي للعراق سنة 2003 تحاول الحكومات العراقية بدعم من الدبابات الأمريكية والمؤسسات المالية الدولية إلى بناء نظام اقتصادي رأسمالي في العراق لكنها لم تنجح تمامًا بسبب اعتبارها للحكم والإيراد النفطي مصدرًا للغنيمة وتهريب مليارات الدولارات وليس مصدرًا لتعزيز الاستقلال الذاتي للدولة وتمويل التنمية.  إن أصحاب أطروحة تقليص وتحجيم دور الدولة في الاقتصاد يتناسون أن الدولة، حتى في الغرب، ما يزال أكبر مستخدم للعمالة، على المستوى الوطني والمحلي، وممول للبحوث الأساسية في مجالات العلوم والتكنولوجيا.  كما أن الدولة تظل الملجأ الأخير للأفراد والشركات في التعامل مع الكوارث والأوبئة، وتشترك مع شركات التأمين الخاصة لتعظيم نطاق التغطية التأمينية في مجالات قد لا تقرب منها الشركات الخاصة، الباحثة دومًا عن الربح، بسبب خطورتها كما هو الحال في الترتيبات الخاصة بتأمين أخطار الإرهاب والكوارث الطبيعية.

موقف آخر لوزير المالية من الاحتكار الحكومي للتأمين

قد ينطوي تقييمنا على قسوة لكن التفريط بذكاء الناس فيه قسوة مماثلة.  إذا تغاضينا عن كلمة وزير المالية في مؤتمر إصلاح قطاع التأمين ورجعنا إلى بعض تصريحاته نكتشف أن له موقفًا مرناً:

أكد وزير المالية علي عبد الامير علاوي، توجه الوزارة للنهوض بواقع التأمين في العراق، والذي يعد من اولويات العمل المهمة وأحد مفاصل قطاع المال.

وقال علاوي في تصريح أوردته صحيفة “الصباح” الرسمية واطلعت عليه “الاقتصاد نيوز”، إن “قطاع التأمين الحكومي يمكن وصفه بالجيد، غير انه تم بناؤه على نوع من الاحتكار، ويتطلب بعض الاجراءات لتطوير مفاصل عمله“.

وأشار الى أن “قطاع التأمين الخاص يعاني قلة رأس المال لتغطية المخاطر التأمينية، لاسيما أن الوزارة تعمل على تشجيع شركات التأمين الخاصة التي أثبتت وجودها، وذلك للنهوض بواقع هذا المفصل المالي المهم“.

ولفت الى أننا “نعمل على تحريك قطاع التأمين في الجوانب الاستشارية.”[10] [الاستثمارية]

هذا الموقف المرن معروض بخطوط عريضة وهو بحاجة إلى أن يتبلور في سياسات وإجراءات محددة قد تعلن في المستقبل.

نلاحظ وصفه لقطاع التأمين الحكومي بالجيد ولكنه يكيّف هذا الوصف بالقول إن بناؤه تم “على نوع من الاحتكار.”  لم يكن التأمين قائمًا على الاحتكار دائمًا، ففي أول نشأته الذي اتخذ شكل تأسيس شركة التأمين الوطنية سنة 1950 كان يعمل في سوق تأميني مفتوح يضم عددًا من فروع ووكالات شركات التأمين الأجنبية إلى جانب شركة الرافدين للتأمين (تأسست سنة 1946 برأسمال عراقي 40% وأجنبي 60%).  بعد هذا التاريخ صار على التأمين الحكومي التنافس مع شركات تأمين خاصة جديدة، واستمر هذا الوضع لغاية تأميم شركات التأمين سنة 1964.  لذلك فإن عمر الاحتكار الحكومي لصناعة التأمين لا يتعدى 33 سنة (1964-1997).  في سنة 1997 صدر قانون الشركات رقم 21 الذي وضع الإطار القانوني لتأسيس الشركات الخاصة ومنها شركات التأمين.  (تأسست أول شركة تأمين خاصة، شركة دار السلام للتأمين، سنة 2000، تبع ذلك تأسيس شركات تأمين أخرى).

هناك ثلاث شركات حكومية في الوقت الحاضر هي: شركة التأمين الوطنية (تأسست سنة 1950)، شركة التأمين العراقية (تأسست سنة 1959)، شركة إعادة التأمين العراقية (تأسست سنة 1960، وهي لا تتنافس مع شركات التأمين العامة والخاصة بل توفر حماية إعادة التأمين لها).

ربما ينصبُّ وصف وزير المالية للتأمين الحكومي بالاحتكار على شركة التأمين الوطنية الذي يقضي قانون تأسيسها رقم 56 النافذ في المادة 7 على الآتي:

على دوائر الحكومة والمؤسسات الرسمية وشبه الرسمية أن تعهد حصرًا إلى الشركة بمعاملات التأمين التي تجريها.[11]

من مثالب الأمر رقم 10 أنه لم يجعل أحكامه هي السائدة paramount في حال تعارضها مع القوانين القائمة.  على أي حال فإن الالتزام بهذه المادة لم يكن تامًا بعد 2003، ففي وقت ما كانت الخطوط الجوية العراقية، على سبيل المثل، مؤمنة لدى شركة تأمين خاصة، وكان العديد من أخطار جولات التراخيص النفطية هي الأخرى مؤمنة مع شركات تأمين خاصة، وقل مثل ذلك بالنسبة للعديد من العقود الإنشائية للدولة، ناهيك عن تسرب أقساط التأمين إلى خارج العراق، دون مرورها من خلال شركات تأمين مسجلة في العراق ومجازة من قبل الديوان،[12] لأن بعض عقود الدولة لم تضم مواد خاصة بالتأمين مع شركات تأمين عراقية أو أنها تركت حرية شراء التأمين للمقاول الأجنبي أو أن موضوع التأمين لا يُشترط عليه عندما تكون العقود مبرمة بين شركات عامة.[13]

تُرى ماذا يخطط له وزير المالية بالقول إن الاحتكار الحكومي للتأمين “يتطلب بعض الاجراءات لتطوير مفاصل عمله”؟

مقابل الإدانة المبطنة للتأمين الحكومي يُصرّح وزير المالية أن

قطاع التأمين الخاص يعاني قلة رأس المال لتغطية المخاطر التأمينية، لاسيما أن الوزارة تعمل على تشجيع شركات التأمين الخاصة التي أثبتت وجودها، وذلك للنهوض بواقع هذا المفصل المالي المهم.

حقًا أن قطاع التأمين الخاص يعاني من قلة رأس المال فرأسمال بعضها هو دون الحد الأدنى المقرر بقوة قانون تنظيم أعمال التأمين لسنة 2005 ومع ذلك فإن ديوان التأمين، الهيئة الرقابية، يغض النظر عن عدم الامتثال لمتطلبات القانون ويجيز استمرار هذه الشركات بالعمل.

ويميز الوزير، ضمنًا، بين نوعين من شركات التأمين الخاصة: شركات التأمين الخاصة التي أثبتت وجودها، وهي الشركات التي تشجعها الوزارة (تشجيعها على ماذا؟)؛ وشركات أخرى لم تثبت وجودها، أي أنها فاشلة ويجب وقفها عن العمل وتصفية أعمالها ما لم تلتزم بشروط مزاولة العمل وفقًا للقانون.  ترى هل عملت الوزارة على تشجيع شركات التأمين الخاصة للاندماج لتكوين شركات تأمين قوية في رأسمالها وكوادرها الفنية وقدراتها الاكتتابية؟

عندما يتوقف أصحاب الشأن والقرار في الوزارة، الذين يشكلون جمعية للإعجاب المشترك ويتداولون المناصب في شركة إعادة التأمين العراقية وديوان التأمين،[14] عندما يتوقفون من الاستخفاف بذكاء الغير قد تنشأ الفرصة للاهتمام الحقيقي بقضايا قطاع التأمين العراقي.  إن إدارة شركة تأمين عامة أو ديوان التأمين ليس تشريفًا بل تكليفًا يتطلب معرفة فنية وقانونية بالتأمين وقدرة قيادية وتفرغًا للإدارة.

25 أيلول 2021

ملحق

نص كلمة زير المالية في مؤتمر إصلاح قطاع التأمين في العراق[15]

“لايخفى عليكم أهمية قطاع التامين في القطاعات الاقتصادية لدول العالم حيث يعتبر ركن مهم وأساسي في التنمية الاقتصادية وتطور القطاع الخاص وتخفيف العبء الواقع على الدولة وبالنظر لكون قطاع التامين العراقي أحد أقدم وأعرق قطاعات التامين في منطقتنا حيث نشأ في خمسينيات القرن الماضي وقد ساهم خبراء التامين العراقيين في بناء قطاعات التامين في دول المنطقة ولكن وللأسف الشديد وبسبب تعرض العراق إلى طروف الحروب والحضر الاقتصادي والتي اثرت بشكل كبير على هذا القطاع وتسببت بتراجعه بشكل مخيف وجعلت تأثيره في القطاع الاقتصادي يكاد لا يذكر”.

“لقد أخذ قطاع التامين بالظهور والعودة إلى الواجهة بعد أحداث عام 2003 حيث كان الانفتاح على دول العالم المختلفة ومشاهدة التطور الكبير الحاصل في هذ القطاع الاثر في حث المسؤولين على تنشيط هذا القطاع وقد تم تشريع قانون تنظيم أعمال الناسين رقم 10 لسنة 2005 وقد تأسس بموجبه ديوان التامين ليكون الجهة المسؤولة عن تنظيم ومراقبة وتطوير قطاع التامين في العراق رعم وجود بعض الملاحظات على هذا القانون الواجب تعديلها لمواكبة التطور في سوق التامين”.

“أن سوق التامين العراقي يتألف من شركات القطاع العام والخاص حيث ان عدد الشركات الممنوحة لها اجازة ممارسة أعمال الناسين من ديوان التامين في العراق مند بداية تأسيسه ولغاية الآن هي (41) شركة الا ان الشركات العاملة حاليا منها والمستوفية للشروط القانونية تبلغ (29) شركة موزعة كما يأتي :

1. شركات التامين العامة 3 شركات

2. شركات التامين الخاصة 24 شركة

3. فروع شركات التامين الاجنبية 2 فرع

4. شركات وساطة التامين 5 شركات

5. شركات وساطة اعادة التامين 2 شركة”.

“اما اقساط التأمين العام 2019 على سبيل المثال فقد بلغت حوالي 287 ملیار دینار وهذا يشير إلى مؤشر مهم جدا وهو أن معدل قسط التأمين لكل فرد عراقي يبلغ حوالي 630 ديدار شهريا لكل مواطن ، وهذا الرقم اذا ما قرناء بحجم الاقتصاد العراقي وحجم الشعب العراقي فهو رقم ضئيل جدا من جهة ويشير من جهة أخرى إلى الفرص المستقبلية الكامنة في السوق العراقي وهي فرص واعدة في المستقبل … ان الفرص الكامنة في السوق العراقي في المستقبل يكمن ناتجاهين الأول يتعلق بزيادة عدد المستفيدين من الخدمات التأمينية الحالية والاتجاه الثاني يكس في زيادة عدد الخدمات التأمية ولخصوصا فيما يتعلق بالمنتجات العديدة كمنتجات تأمين السيارات، والقروض والحياة والحريق والاعتمادات المستندية والأموال المنقولة وغير المنقولة وغيرها العديد من المنتجات التأمينية”.

“ان الرغبة في تطوير قطاع التأمين لابد من ان يصاحبها رؤية واضحة وعميقة لهذا تستند الى منهجية سليمة للإصلاح في هذا القطاع الاقتصادي المهم نبدأ اقع الحالي ومشاكله لنحدد الاهداف التي ترجو الوصول اليها من أخل وضع وات الاصلاح موضع التنفيد وهذا ما ثم انتهاجه في الورقة البيضاء التي اقرتها الحكومة العراقية بجزئيها الأول والثاني”.

“وهنا لابد من الاشارة الى ضرورة تحديد مسارنا المستقيلي هل المعتمد المركزية وتحكم الدولة ودخوله لمختلف ابواع الاصل ومراحمتها للقطاع الخاص بمنافسة عبر كتوءة وغير عادلة في نفس الوقت ام التخلي عن القطاعات الاقتصادية للقطاع الخاص واكتفاء الدولة بدور المنظم والراعي للاعمال ومنها قطاع التامين بطبيعة الحال… إن اعتمادنا للخيار الثاني يحتم علينا العمل جاهدين على تطوير البيئة التشريعية لقطاع التأمين بطريقة عصرية وعلى وفق افضل الممارسات الموجودة في العالم وبما يؤفر لمناخ تنظيمي للعمل يتسم بالوضوح والشفافية والمنافسة العادلة تقف فيه الدولة كمنظم لحقوق جميع الاطراف المتعاملة في التأمين”.

“ان جميع ما ذكرنا اعلاه لايمكن له أن ينجح بدون وجود حملة اعلامية تثفيقية لمفاهيم التأمين وفوائده ودوره التكافلي بتوزيع المخاطر بما يعود بالفائدة المختلف قطاعات الاعمال ولما ينعكس بالايجاب على محمل الاقتصاد العراقي”.


[1] راجع نص الكلمة في نهاية المقال.

[2] مصباح كمال، “على هامش مؤتمر إصلاح قطاع التأمين في العراق، 15-16 أيلول 2021، بغداد،” شبكة الاقتصاديين العراقيين:

http://iraqieconomists.net/ar/wp-content/uploads/sites/2/2021/09/Misbah-Kamal-Insurance-Conference-September-2021-IEN.pdf

[3] مصباح كمال، “التأمين في العراق وعقوبات الأمم المتحدة،” نشرت الدراسة في الكتاب الجماعي دراسات في الاقتصاد العراقي: دراسات مختارة (لندن: المنتدى الاقتصادي العراقي، 2002)

[4] Joseph J. Plumeri, ‘The DNA of Capitalism’

http://www.leadersmag.com/issues/2012.4_oct/PDFs/LEADERS-Joseph-Plumeri-Willis-Group-Holdings.pdf

[5] مصباح كمال، أوراق في تاريخ التأمين في العراق: نظرات انتقائية، (بغداد: منشورات شركة التأمين الوطنية، 2011)، ص 137-154.

[6]           تقرير سوق التأمين العراقية المقدم إلى المؤتمر العام الثالث والعشرين للاتحاد العام العربي للتأمين، المنعقد في أبو ظبي بتاريخ 28-30 آذار/مارس 2000، ص 2-3.  تعود فكرة تأسيس شركات تأمين جديدة إلى الثمانينات فحسب المعلومات المتوفرة لدينا فإن دراسة الوضع القانوني لتأسيس مثل هذه الشركات تولاه مستشار التأمين في وزارة المالية.  وكانت محصلة الدراسة، إن لم أكن خاطئاً، أن القوانين القائمة لا تحول دون تأسيس شركات تأمين أخرى إلى جانب شركات التأمين المملوكة للدولة.

[7] مصباح كمال، أوراق في تاريخ التأمين في العراق، ص 140.

[8] مصباح كمال، قانون تنظيم أعمال التأمين لسنة 2005: تقييم ودراسات نقدية، (بغداد: منشورات شركة التأمين الوطنية، 2014).

[9] راجع: مصباح كمال، “ملاحظات حول الورقة البيضاء،” البديل العراقي: http://ww.albadeeliraq.com/ar/node/3523

مصباح كمال، في نقد خطة إصلاح قطاع التأمين في الورقة البيضاء،” شبكة الاقتصاديين العراقيين:

http://iraqieconomists.net/ar/2020/11/03/%d9%85%d8%b5%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%81%d9%8a-%d9%86%d9%82%d8%af-%d8%ae%d8%b7%d8%a9-%d8%a5%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d9%82%d8%b7%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a3%d9%85/

مصباح كمال، “ملاحظات نقدية حول إصلاح الإطار التنظيمي لقطاع التأمين والخدمات التأمينية في الورقة البيضاء،” شبكة الاقتصاديين العراقيين:

http://iraqieconomists.net/ar/wp-content/uploads/sites/2/2021/02/Misbah-Kamal-Insurance-in-White-Paper-Part-2-IEN.pdf

[10] الاقتصاد نيوز ـ بغداد:

https://economy-news.net/content.php?id=26301

أشكر د. بارق شبر على تزويدي برابط هذا الخبر.

[11] الوقائع العراقية، العدد 2861، 23 تموز 1950.

[12] يقتضي وقف تسرب الأقساط “تحريم إجراء التأمين خارج العراق، أي خارج القواعد الرقابية التي يديرها الديوان، وهو ما يطلق عليه بالإنجليزية prohibition of non-admitted insurance واعتبار مثل هذا النوع من التأمين باطلاً إلا في حالات محددة يجب النص عليها ودائماً دون إجحاف بمصالح شركات التأمين المسجلة في العراق والمجازة من قبل الديوان.” راجع: مصباح كمال، السياسات الاقتصادية في العراق والخيارات البديلة: قطاع التأمين نموذجاً، الثقافة الجديدة، العدد 333-334، 2009، ص 80-91.  نشرت بعد ذلك في مجلة التأمين العراقي:

http://misbahkamal.blogspot.co.uk/2009/12/2009.html

أنظر أيضًا: مصباح كمال، “لماذا تحرم شركات التأمين العراقية من أقساط التأمين؟” مجلة التأمين العراقي:

https://misbahkamal.blogspot.com/2008/04/1032008-10-2009-20.html

[13] مصباح كمال، “شركة عامة لا تؤمن على عقودها، مجلة التأمين العراقي:

https://misbahkamal.blogspot.com/2016/03/a-state-owned-company-not-insuring-its.html

[14] مصباح كمال، رئاسة ديوان التأمين العراقي: نظرة على تضارب المصالح،” شبكة الاقتصاديين العراقيين:

http://iraqieconomists.net/ar/wp-content/uploads/sites/2/2021/09/Misbah-Kamal-Diwan-conflict-of-interest-final-IEN.pdf

[15] نشر نص كلمة الوزير تحت عنوان “وزير المالية يشير الى اهمية قطاع التأمين: ركن أساسي في التنمية الاقتصادية موقع السومرية نيوز” بتاريخ 2021-09-15:

Iraq Insurance Sector REform, Baghdad, 15-16 September 2021

على هامش مؤتمر إصلاح قطاع التأمين في العراق، 15-16 أيلول 2021، بغداد

مصباح كمال

نشر في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين:

http://iraqieconomists.net/ar/wp-content/uploads/sites/2/2021/09/Misbah-Kamal-Insurance-Conference-September-2021-IEN.pdf

http://iraqieconomists.net/ar/2021/09/22/%d9%85%d8%b5%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%87%d8%a7%d9%85%d8%b4-%d9%85%d8%a4%d8%aa%d9%85%d8%b1-%d8%a5%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d9%82%d8%b7%d8%a7%d8%b9-%d8%a7/

https://misbahkamal.blogspot.com/2021/09/insurance-sector-reform-conference.html

تركز هذه الورقة على التغطية الإخبارية لمؤتمر إصلاح قطاع التأمين، والإشارة إلى ضعف هذه التغطية وخاصة من قبل مؤسسات توصف بأنها علمية.  كما تشير الورقة إلى موقف وزير المالية من إصلاح القطاع ولكن دون الدخول في قراءة نقدية لكلمته بأمل الرجوع إليها في المستقبل.

بتاريخ 29 نيسان 2021 نشر مركز التدريب المالي والمحاسبي خبرًا حول الاجتماع التنسيقي الأول استعدادا لإقامة ما سمي بالمؤتمر العلمي الدولي السنوي الأول الذي سيقيمه برعاية وزير المالية وبعنوان “إصلاح قطاع التأمين في العراق – تحديات الواقع وفرص المستقبل.”  وقتها نشرت تعليقًا نقديًا على هذا الخبر في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين.[1]

وقد انعقد هذا المؤتمر في جامعة النهرين يومي 15-16 أيلول 2021، وبالتعاون مع ديوان التأمين وشركة التأمين الوطنية وشركة التأمين العراقية وشركة إعادة التأمين العراقية وكلية الادارة والاقتصاد – الجامعة المستنصرية وكلية اقتصاديات الاعمال – جامعة النهرين والمعهد العالي للدراسات المحاسبية والمالية – جامعة بغداد.

اعتمادًا على المعلومات المنشورة عن المؤتمر في مواقع بعض الصحف ومواقع الجهات المشاركة في المؤتمر ووكالات الأنباء، وهي لم تتميز بتغطية قائمة على معرفة كافية بمؤسسة التأمين، يبدو أن المؤتمر الذي توزع على أربعة محاور،[2] دون التعريف بهذه المحاور، افتقر إلى أوراق لها علاقة مباشرة بإصلاح قطاع التأمين العراقي.  فمن خلال البحث في المواقع استطعنا التعرف على عناوين بعض الأوراق المقدمة في المؤتمر.  فقد جاء في موقع جامعة النهرين ما يلي:

تضمن المؤتمر عدة بحوث منها دور انتقاء الاخطار في تحديد اسعار التأمين و واقع قطاع التأمين وضمان الودائع المصرفية في العراق وسبل تطوير[ه]، و معيار الابلاغ المالي رقم 17 عقود التأمين [و] تقليص فجوة المقارنة بين قطاع التأمين والقطاعات الأخرى، و العوامل المؤثرة في ربحية الشركات دراسة تطبيقية في شركات التأمين العامة في العراق.

وتطرق المؤتمر في جلسته الاولى الى التأمين الصحي التكميلي للضمان الصحي، و تحليل المخاطر التأمينية وأثرها في تعزيز التصنيف الائتماني لشركة التأمين، و عقد البيع عل[ى] اساس (C.I.F) وانعكاسه عل[ى] حجم اقساط التأمين البحري- بضائع.[3]

وفي صفحة لاحقة في نفس موقع جامعة النهرين يرد ذكر بحث بعنوان “تحليل المخاطر التأمينية وأثرها في تعزيز التصنيف الائتماني لشركة التأمين – دراسة تطبيقية في دول مجلس التعاون الخليجي للسنوات 2018-2021.”[4]

وقد سرّنا أن نقرأ دعوة “رئيس جامعة بغداد الدكتور السعدي في تصريح خاص للمركز الخبري بالجامعة، الى تطوير البيئة التشريعية لقطاع التأمين بطريقة عصرية وعلى وفق أفضل الممارسات الموجودة في العالم.”[5]  ذلك أن القوانين المنظمة للنشاط التأميني فيها تضارب وبحاجة إلى مراجعة صارمة لتخليصها من الأحكام المتضاربة.  على سبيل المثل، التضارب بين أحكام قانون تأسيس شركة التأمين الوطنية لسنة 1950، فيما بخص احتكارها للتأمين على المصالح الحكومية، وقانون تنظيم أعمال التأمين لسنة 2005.[6]

من المؤسف أن محتوى ما عرضته المواقع الجامعية عن مؤتمر إصلاح قطاع التأمين كان ضعيفًا وهو لا يختلف عمّا تورده بعض وكالات الأنباء العراقية من حيث التغطية غير المكتملة وشحة التفاصيل.  كيف يمكن لمن لم يحضر المؤتمر أن يتعرّف على القضايا الأساسية التب عرضت ونوقشت في المؤتمر.  إن الاكتفاء بعرض العناوين ليس بديلًا عن التغطية القائمة على المعرفة بالتأمين.

بعد بحث إضافي في المواقع الإلكترونية استهدينا إلى محاور المؤتمر اعتمادًا على ما نشرته جامعة النهرين عن اختتام المؤتمر.  وجاء في الخبر نقلًا عن الدكتورة نغم حسين النعمة، عميدة كلية اقتصاديات الاعمال في الجامعة، الآتي:

اضافت النعمة اختتم المؤتمر اعمالهُ بمشاركة عدد من البحوث قدمت في اليوم الثاني للمؤتمر على شكل جلستين تضمنت كل جلسة عدد من البحوث العلمية،

وجاء المؤتمر باربعة محاور تطرق المحور الأول الى الإصلاح الاداري والقانوني لشركات التأمين ودورة[ه] في تحسين كفاءة الأداء، وبين المحور الثاني الجوانب المالية والاقتصادية لقطاع التامين، واوضح المحور الثالث طرق تطوير المنتجات التأمينية واستراتيجيات تسويقها، وبحث المحور الرابع في الافاق المستقبلية لصناعة التأمين في العراق.[7]

نفترض أن هذه المحاور الأربعة تتضمن تحديدًا للقضايا الإشكالية التي يعاني منها قطاع التأمين العراقي.  ونحن ننتظر نشر الدراسات المرتبطة بهذه المحاور للتعرف على التشخيص الملموس للقضايا، والحلول المقترحة لتجاوزها، والجدول الزمني لتحقيق النقلة النوعية في النشاط التأميني.

ونشرت شعبة العلاقات والإعلام في مركز التدريب المالي والمحاسبي فقرة عن أعمال اليوم الثاني للمؤتمر:

وشهد اليوم الثاني للمؤتمر جلستين علميتين تم فيها مناقشة ثمانية بحوث، كما تم عقد جلسة ثالثة للخبراء والباحثين من العراق و دول الامارات والبحرين ومصر ومن المنظمة الالمانية للتعاون الدولي GIZ. كما شهد تكريم الخبراء والباحثين المشاركين في المؤتمر فضلا عن لجان المؤتمر.[8]

وأشارت إلى توصيات المؤتمر كما يلي:

وخرج المؤتمر ب(23) توصية علمية تستند الى رؤية واضحة وعميقة ومنهجية سلمية [سليمة] للإصلاح والتي من شأنها إصلاح قطاع التأمين في العراق من خلال تطوير البيئة التشريعية لقطاع التأمين بطريقة عصرية وعلى وفق أفضل الممارسات الموجودة في العالم وبما يؤمن مناخ تنظيمي للعمل يتسم بالوضوح والشفافية والمنافسة العادلة تقف فيه الدولة كمنظم للقطاع وضامن لحقوق جميع الاطراف المتعاملة في التأمين.[9]

نصوص هذه التوصيات لم تنشر بعد.  نرى أن نشرها وعلى نطاق واسع داخل المجتمع التأميني العراقي بوفر فرصة للمهتمين ممن لم يكونوا حاضرين أو مشاركين في المؤتمر بدراستها نقديًا قبل تبنيها من الأطراف ذات العلاقة.  قد تستفيد هذه الأطراف من المعرفة التأمينية المتوفرة لدى الغير.

لقد انعقدت مؤتمرات تأمينية في الماضي وخرجت بتوصيات لكن أيًا من هذه التوصيات لم تقترن بالمتابعة والترجمة من خلال التعليمات والتشريعات القانونية.  ويرد في بالنا هنا التوصيات التي صدرت من مؤتمر التأمين العراقي بدعوة من مركز الإبداع لتنمية الشباب والمجتمع (3 آذار 2018) التي بقيت حبرًا على ورق.[10]

إن التوصية العلمية قد تحمل معها بُعدًا آيديولوجيًا ذلك أن التوصيات لا تنشأ من فراغ بل ترتبط بأوضاع ومصالح معينة.  فالأطروحة الأساسية في التلخيص الناقص أعلاه للمركز، كما نرى، يعكس نهج استبعاد الدور الاقتصادي للدولة ما خلا تنظيم قطاع التأمين.  ربما المضمر في هذا النهج هو خصخصة الشركات العامة الثلاث (شركة التأمين الوطنية، شركة التأمين العراقية، شركة إعادة التأمين العراقية).  قد ينطوي هذا القول على مغالاة في مساءلة مشروع إصلاح قطاع التأمين، لكن المساءلة قائمة بقوة المشهد الذي رسمه وزير المالية في كلمته أمام مؤتمر إصلاح قطاع التأمين.  أشار الوزير ودون مواربة إلى

ضرورة تحديد مسارنا المستقيلي هل المعتمد المركزية وتحكم الدولة ودخوله لمختلف ابواع الاصل ومراحمتها للقطاع الخاص بمنافسة عبر كتوءة وغير عادلة في نفس الوقت ام التخلي عن القطاعات الاقتصادية للقطاع الخاص واكتفاء الدولة بدور المنظم والراعي للاعمال ومنها قطاع التامين بطبيعة الحال… إن اعتمادنا للخيار الثاني يحتم علينا العمل جاهدين على تطوير البيئة التشريعية لقطاع التأمين بطريقة عصرية وعلى وفق افضل الممارسات الموجودة في العالم وبما يؤفر لمناخ تنظيمي للعمل يتسم بالوضوح والشفافية والمنافسة العادلة تقف فيه الدولة كمنظم لحقوق جميع الاطراف المتعاملة في التأمين.[11]

في تصريح أوردته صحيفة الصباح يتأكد موقف وزير المالية من القطاع العام إذ يقول إن

قطاع التأمين الحكومي يمكن وصفه بالجيد، غير انه تم بناؤه على نوع من الاحتكار، ويتطلب بعض الاجراءات لتطوير مفاصل عمله.[12]

إن المنطلق الفكري لوزير المالية مصدره، كما نظن، البنك الدولي، وقد تناولنا نقد البنك فيما يخص مشروع إصلاح قطاع التأمين وخصخصة شركات التأمين العامة قبل ما يقرب من عشر سنين، وكان ذلك بمناسبة صدور تقرير البنك حول إصلاح القطاع المالي[13] وترحيب المرحوم مهدي الحافظ بما جاء في التقرير دون معرفة كافية بقطاع التأمين.[14]  فقد جاء في تقرير البنك

اتضح أن هيمنة شركات التأمين الحكومية أبطأت من نمو سوق التأمين، ولذا من أجل أن ينمو سوق قطاع شركات التأمين بالسرعة الطبيعية، يجب التفكير في خصخصة شركات التأمين المملوكة للدولة.[15]

وفي تعليقنا على هذا الموقف آنذاك كتبنا أن ربط بطء نمو سوق التأمين العراقي بهيمنة شركات التأمين الحكومية دون توضيح العلاقة السببية بين بطء النمو والهيمنة استنتاج غير منطقي وغير مؤسس على وقائع وأرقام.

وقبل ذلك (2009) تعرضنا لرؤية قدمها برهم صالح[16] لتحديث قطاع التأمين العراقي.

يتكرر المشهد ذاته الآن ولكن بفارق بسيط وهو أن وزير المالية يتحدث عن بعض الاجراءات لتطوير مفاصل العمل.  لكن الهدف الأساسي يظل قائمًا: استبعاد الدور الاقتصادي للدولة في قطاع التأمين.

لا ننكر ضرورة التحديث لمسايرة التغيرات وكما قلنا في مكان آخر

لا نأتي بجديد في القول ان الاقتصاد وكذلك النشاط التأميني المرتبط به يخضع للتغير إلا أنه في المرحلة الحالية لا يتمتع بالدينامية الكافية لتحقيق نقلة نوعية كتجاوز طبيعته الريعية ليحتل القطاع المالي (المصرفي والتأميني كمثال) مكانة أكبر في التنمية الاقتصادية.  هذا الوضع يعكس غياب الرؤية الاقتصادية والسياسات الموجهة مثلما يعكس حالة “الحصار” غير المعلنة على نشاط القطاع: قوانين وعقود غير ملائمة (قوانين التأمين والاستثمار وشروط التأمين في عقود الدولة)، ضعف الحماية الإعادية، غياب سياسة تأمينية وطنية، يضاف لها هشاشة الثقافة التأمينية على المستوى المؤسسي والشعبي.[17]

وتستلهم كلمة وزير المالية المقتربات المعتمدة في الورقة البيضاء لتطوير قطاع التأمين:

ان الرغبة في تطوير قطاع التأمين لابد من ان يصاحبها رؤية واضحة وعميقة لهذا تستند الى منهجية سليمة للإصلاح في هذا القطاع الاقتصادي المهم نبدأ اقع الحالي ومشاكله لنحدد الاهداف التي ترجو الوصول اليها من أخل وضع وات الاصلاح موضع التنفيد وهذا ما ثم انتهاجه في الورقة البيضاء التي اقرتها الحكومة العراقية بجزئيها الأول والثاني. [النص منقول حرفيًا من السومرية]

كي لا نثقل هذه الورقة نحيل القارئ المهتم إلى أوراقنا السابقة في نقد مقتربات الورقة البيضاء لتطوير قطاع التأمين.[18]  ربما سنعود لهذا الموضوع بعد حصولنا على توصيات المؤتمر.

من المستغرب أن يُحتفى بدور القطاع الخاص وتوسيعه ليكون الرائد في الاقتصاد دون ذكر حقيقي لشركات التأمين الخاصة والاكتفاء بالإشارة إلى عددها.  ولكن ربما تتضمن توصيات المؤتمر إشارة لدور هذه الشركات.

21 أيلول 2021


[1] مصباح كمال، “مركز التدريب المالي والمحاسبي ومؤتمر إصلاح قطاع التأمين في العراق،” موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين:

http://iraqieconomists.net/ar/2021/05/16/%d9%85%d8%b5%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%85%d8%b1%d9%83%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%af%d8%b1%d9%8a%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7/

[2] مصطفى الهاشمي، “مؤتمر علمي دولي لإصلاح قطاع التأمين في العراق،” الصباح، 13 أيلول 2021

https://alsabaah.iq/54237/%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A-%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A-%D9%84%D8%A5%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82

من قراءتي لبعض الأخبار والتعليقات التأمينية التي تحمل اسمه فإن مصطفى الهاشمي يبرز كواحد من أفضل الصحفيين في الكتابة عن الشأن التأميني، ولكن فاته أن يثير السؤال عن ماهية المحاور الأربعة للمؤتمر.  ولسبب ما أغفل ذكر اسمي في الفقرتين الأخيرتين من تقريره:

تجدر الاشارة الى ان الخبر ذكر شركات التأمين الحكومية الثلاث، ولم يرد فيه ذكر لجمعية التأمين العراقية، التي تضم في عضويتها شركات التأمين الخاصة والعامة، التي يمكن ان يكون حضورها مفيدا لتمثيل شركات التأمين الخاصة.

ويرى مختصون أن “الجمع بين كيانات اكاديمية وشركات التأمين من شأنه توليد أفكار إصلاحية جديدة لعموم قطاع التأمين بافتراض أن الجمع بين المتراكم من الدراسات التأمينية لدى المؤسسات الاكاديمية مع خبرة شركات التأمين العامة والخاصة سيسهم في تقديم اصلاحات ملموسة قابلة للتطبيق في سياق واقع التأمين الحالي.”

وهاتين الفقرتان وردتا في مقالي “مركز التدريب المالي والمحاسبي ومؤتمر إصلاح قطاع التأمين في العراق،” المصدر أعلاه.

[3] “جامعة النهرين تفتتح المؤتمر العلمي الدولي الاول عن اصلاح قطاع التأمين في العراق،” موقع جامعة النهرين، 16 أيلول 2021: https://nahrainuniv.edu.iq/ar/node/8692

ووردت نفس هذه العناوين في موقع جامعة بغداد تحت عنوان “رئيس جامعة بغداد يشارك في المؤتمر العلمي الدولي لمركز التدريب المالي والمحاسبي في وزارة المالية،” 16 أيلول 2021:

[4] موقع جامعة النهرين، 16 أيلول 2021: https://nahrainuniv.edu.iq/ar/node/8700

[5] موقع جامعة بغداد، “رئيس جامعة بغداد يشارك في المؤتمر العلمي الدولي لمركز التدريب المالي والمحاسبي في وزارة المالية،” 16 أيلول 2021: https://nc.uobaghdad.edu.iq/?p=55138

[6] مصباح كمال، “دعوة لحل التناقض بين قوانين التأمين العراقية،” موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين، 7 حزيران 2020: http://iraqieconomists.net/

http://iraqieconomists.net/ar/2020/06/07/%d9%85%d8%b5%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%af%d8%b9%d9%88%d8%a9-%d9%84%d8%ad%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%82%d8%b6-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%82%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%86/

راجع كذلك مصباح كمال، “قراءة أولية لمشروع حصر تأمينات الدولة بشركة التأمين الوطنية،” موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين، 21 شباط 2018:

مصباح كمال: قراءة أولية لمشروع حصر تأمينات الدولة بشركة التأمين الوطنية

[7] موقع جامعة النهرين، “جامعة النهرين تختتم اعمال المؤتمر العلمي الدولي الاول عن اصلاح قطاع التأمين في العراق،” 17 أيلول 2021: https://nahrainuniv.edu.iq/ar/node/8705

[8] مركز التدريب المالي والمحاسبي: https://www.facebook.com/pg/aaftciraq/posts/

[9] مركز التدريب المالي والمحاسبي.

[10] مصباح كمال، “هوامش نقدية على مؤتمر التأمين العراقي وتوصياته،” موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين، 19 آذار 2018:

http://iraqieconomists.net/ar/2018/03/19/%d9%85%d8%b5%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%87%d9%88%d8%a7%d9%85%d8%b4-%d9%86%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%85%d8%a4%d8%aa%d9%85%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a3%d9%85/

[11] الاقتباس منقول حرفيًا من وكالة السومرية المنشور في موقعها تحت عنوان “وزير المالية يشير الى اهمية قطاع التأمين: ركن أساسي في التنمية الاقتصادية،” 15 أيلول 2021:

https://www.alsumaria.tv/news/%D9%85%D8%AD%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA/396876/%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%8A%D8%B4%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%B1%D9%83%D9%86-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%B3%D9%8A

[12] الاقتصاد نيوز، بغداد، “وزير الماليَّة: نتوجه لتطوير قطاع التأمين،” 14 أيلول 2021

https://economy-news.net/content.php?id=26301

[13] البنك الدولي، القطاع المالي العراقي، نيويورك، 2011.

[14] مصباح كمال، “البنك الدولي وقطاع التأمين العراقي: مناقشة لتقرير البنك الدولي،” مجلة التأمين العراقي:

http://misbahkamal.blogspot.com/2012/03/world-bank-iraqs-insurance-sector.html

[15] البنك الدولي، مصدر سابق، ص 68 (الترجمة العربية).

[16] مصباح كمال، “د. برهم صالح وإعادة رسملة وتحديث قطاع التأمين العراقي،” مجلة التأمين العراقي http://misbahkamal.blogspot.com/2009/05/blog-post_20.html

[17] مصباح كمال “ركود سوق التأمين العراقي: مناقشة لرأي اقتصادي” نشر في مرصد التأمين العراقي:

https://iraqinsurance.wordpress.com/2011/11/10/stagnation-of-iraqs-insurance-market/

نشرت بتلخيص في جريدة المدى بتاريخ 11 تشرين الأول 2010.

[18] مصباح كمال، “ملاحظات نقدية حول إصلاح الإطار التنظيمي لقطاع التأمين والخدمات التأمينية في الورقة البيضاء،” موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين:

http://iraqieconomists.net/ar/wp-content/uploads/sites/2/2021/02/Misbah-Kamal-Insurance-in-White-Paper-Part-2-IEN.pdf

مصباح كمال، “ملاحظات وتأملات في نقد بعض جوانب الورقة البيضاء لحكومة مصطفى الكاظمي،” موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين:

http://iraqieconomists.net/ar/2020/10/26/%d9%85%d8%b5%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%81%d9%8a-%d9%86%d9%82%d8%af-%d8%a8%d8%b9%d8%b6/

مصباح كمال، “في نقد خطة إصلاح قطاع التأمين في الورقة البيضاء،” موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين:

http://iraqieconomists.net/ar/2020/11/03/%d9%85%d8%b5%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%81%d9%8a-%d9%86%d9%82%d8%af-%d8%ae%d8%b7%d8%a9-%d8%a5%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d9%82%d8%b7%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a3%d9%85/

رئاسة ديوان التأمين العراقي: نظرة على تضارب المصالح

مصباح كمال

نشرت في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين:

http://iraqieconomists.net/ar/wp-content/uploads/sites/2/2021/09/Misbah-Kamal-Diwan-conflict-of-interest-final-IEN.pdf

(1)

نشرتُ في كانون الأول 2012 مقالًا نقديًا بعنوان في “’استقلالية‘ ديوان التأمين العراقي ورئاسته،” في مجلة التأمين العراقي[1] ضم العناوين الفرعية التالية:

من المفيد للقراء المهتمين الرجوع إلى هذا المقال لعلاقته بالمقال الحالي إذ أنني سأكتفي هنا ببعض الاقتباسات منه.

لا يهدف هذا المقال إثارة الشكوك حول سلامة تصرف من يـ/تقوم بإدارة شؤون الديوان وشركة التأمين التي يـ/تعمل فيه، بل إثارة السؤال حول سلامة قرار وزارة المالية في تعيين رئيس للديوان وكالة يـ/تشغل منصبًا آخرًا بالوكالة أو الأصالة.

(2)

منذ تأسيسه سنة 2005 لم يشهد الديوان تعيين رئيس أصيل له.  فيما يلي عرض سريع لأسماء من شغل موقع رئاسة الديوان وكالة مع حفظ الألقاب وتعريف بسيط بهم.[2]

1      فؤاد عبد الله عزيز، 2005-2006

شغل مواقع متقدمة في شركة التأمين الوطنية لغاية 1996، ثم صار مديرًا عامًا لشركة إعادة التأمين العراقية لحين تعيينه لرئاسة الديوان وكالةً عندما كان عادل عبد المهدي وزير المالية.

2      فيصل منهل تايه الكلابي، 2006

قبل تعيينه رئيسًا للديوان كان مدير عام الدائرة الإدارية بوزارة المالية، وقبلها كان مديرًا لقسم الحسابات في شركة التأمين الوطنية.  صار رئيسًا للديوان وكالة عندما كان باقر الزبيدي وزير المالية.

3      ضياء حبيب الخيون، 2006-2007

كان مديراً لمصرف الرافدين قبل 2003، واحتفظ بمنصبه في بداية الاحتلال الأمريكي بصفته محافظاً لمصرف الرافدين، ثم عُيّن مستشاراً مالياً في عهد الاحتلال ثم وكيلاً لوزارة المالية.  شغل رئاسة ديوان التأمين بالوكالة عندما كان باقر الزبيدي وزير المالية إضافة إلى موقعه في وزارة المالية.  (لاحظ الازدواجية في إشغال المنصب).

4      فيصل منهل تايه الكلابي، 2007-2009

كان مديرًا لقسم الحسابات في شركة التأمين الوطنية ثم صار مديرًا عامًا لشركة إعادة التأمين العراقية.  عُيّن ثانية لرئاسة الديوان عندما كان باقر الزبيدي وزير المالية.

5      ضياء حبيب الخيون، 2009-2010

أعيد تعيينه لرئاسة الديون عندما كان باقر الزبيدي وزير المالية.

6      فيصل منهل تايه الكلابي، 2010-2015

أعيد تعيينه لرئاسة الديوان عندما كان رافع العيساوي وزير المالية.

7      صادق عبد الرحمن الخالدي، 2016-2018

كان المدير العام لشركة التأمين العراقية، ثم المدير العام لشركة التأمين الوطنية (2015-2017).  (لاحظ الازدواجية في إشغال منصبين في شركة التأمين الوطنية وديوان التأمين في نفس الوقت).  ليس واضحًا إن كان تعيينه لرئاسة الديوان عندما كان هوشيار الزيباري وزير المالية (2014-2016) أو عندما كان عبد الرزاق العيسى وزير المالية (2016-2018).

8      أحمد عبد الجليل الساعدي، 2018-2019

شغل في وقت واحد أربعة مناصب: مدير عام هيئة التقاعد ورئيس ديوان التأمين والضمان الاجتماعي وشركة الدواجن والعلف الحيواني، وكلها بالوكالة.  اعتقل في أيلول 2020 من قبل القوات الأمنية لصـدور أوامر قضائية بحقه من قبل هيئة النزاهة لضلوعه بعمليات فساد مالي في هيئة التقاعد.  ليس واضحًا إن كان تعيينه لرئاسة الديوان عندما كان عبد الراق العيسى وزير المالية أو عندما كان فؤاد حسين وزير المالية (2018-2020).

9      ناجحة عباس علي، 2019-2020

كانت تشغل موقع مدير عام في هيئة الضرائب.  شغلت موقع معاون مدير عام ديوان التأمين نقلت بعدها إلى الدائرة الاقتصادية في وزارة المالية.  عُينت لرئاسة الديوان عندما كان فؤاد حسين وزير المالية.

10     إسراء صالح داؤد، أيلول 2020

مدير عام شركة التأمين الوطنية وكالة (اعتبارًا من 1 كانون الثاني 2020)، كُلفت بتمشية أعمال الديوان إضافة إلى وظيفتها.  كانت قبل ذلك مديرًا لفرع نينوى للشركة.  (لاحظ الازدواجية في إشغال منصبين في نفس الوقت).  عينت لرئاسة الديوان مع تسنم علي علاوي لمنصب وزير المالية سنة 2020.

سيلاحظ القراء أن رئاسة الديوان وكالة تناوب عليها عشرة أشخاص خلال خمسة عشر سنة.  كيف يمكن لهذا النهج في إدارة الديوان تطوير أداء الديوان وتعزيز مكانته في قطاع التأمين العراقي وفي حضوره في الحياة العامة؟  تغيير المسؤولين إجراء معروف في العديد من المؤسسات والشركات للحيلولة دون تكلس الوظيفة الإدارية أو قيام فرصة لظهور الفساد، أو تطوير كفاءات إدارية تحمل تجارب عملية متنوعة تسهم في التطوير والابتكار.  ولكن ما الحكمة في سرعة تبديل وزارة المالية لشاغل رئاسة الديوان؟  أهو تحيّز وزير المالية لتنصيب من يرغب به لأسباب شخصية أو سياسية طائفية؟

علّقتُ في مقال نقدي كتبته عن شركة إعادة التأمين العراقية على إشكالية إشغال أحمد عبد الجليل الساعدي لعدة مناصب في نفس الوقت كما يلي:

أن يحتل شخص واحد أربعة مواقع إدارية يعكس خللاً في النظام السياسي الاقتصادي المحاصصي الذي أنشئ بعد 2003.  إن كان ما كتبه الشابندر صحيحًا كان على أحمد عبد الجليل الساعدي، من رأيي، أن لا يقبل بهذه المناصب، مهما كانت قدراته الإدارية كبيرة، ولسبب بسيط وهو أن الوقت المتوفر له خلال يوم العمل لا يكفيه للاهتمام بشؤون جميع الإدارات التي يقودها.  إضافة إلى ذلك فإن كلاً من هذه الإدارات تتطلب اختصاصاً معرفياً ومهنياً قد لا تتوفر لديه وإن توفرتا فستكونان هزيلة.  إزاء هذا الوضع فإن المتضرر هي الشركات التي يرأسها.[3]

ومما له علاقة بموضوع هذه المقالة اقتبس التالي من مقالي المنشور في مجلة التأمين العراقي:

وقد استعلمتُ من فؤاد عبد الله عزيز، باعتباره أول رئيس بالوكالة، عن تاريخ إشغاله للموقع وما آل إليه وضعه فأفادني بالتالي في رسالة إلكترونية بتاريخ 29 تشرين الأول 2012:

استلمت رئاسة الديوان بالوكالة منذ تأسيسه ولغاية تقاعدي في 31/12/2005.  وقد كتب وزير المالية قبل التقاعد بثلاثة اشهر تقريبا لغرض تثبيتي بما يعني التعاقد لخمسة سنوات أو ثلاثة وفق القانون ولم يصل رد بالموافقة او الرفض لحين مغادرتي الوظيفة.

كما تعلم فاني عملت في الوطنية منذ 14/9/1966 وقد اصبحت مديرها العام بداية عام 1992 وفي 18/11/1996 نقلت الى وزارة المالية كمدير عام فيها بعدها نقلت الى مدير عام المركز التدريبي المالي والمحاسبي ثم الى مدير عام شركة اعادة التامين العراقية منذ عام 1998.  نقلت بعد التغيير، عند استيزار عادل عبد المهدي للمالية، الى مستشار فني للوزير وبقائي مشرفا على الاعادة العراقية وعند تأسيس الديوان عينت رئيسا له بالوكالة ثم وكيلا لوزارة المالية عندما اصبح علي عبد الامير علاوي وزيرا للمالية وعندها تركت ادارة الاعادة العراقية لتعارض ذلك مع رئاستي للديوان.  (التأكيد من عندي)

هناك نقطتان مهمتان في إفادة فؤاد عبد الله عزيز.  الأول، هو مشروع تثبيته رئيسًا أصيلًا للديوان بعقد عندما كان عادل عبد المهدي وزيرًا للمالية.  الثاني، تصرّفه المهني السليم بتركه لإدارة شركة إعادة التأمين العراقية لقناعته بتعارض الجمع بين أدارتين.

(3)

لدينا حالتان لتضارب المصالح يتمثلان بإشغال مدير عام شركة التأمين الوطنية لرئاسة ديوان التأمين: صادق عبد الرحمن الخالدي وإسراء صالح داؤد.

في حالة صادق عبد الرحمن الخالدي نشأ تضارب حقيقي فيما يخص تبنّيه مشروع دمج شركة التأمين العراقية بشركة التأمين الوطنية فقد كان الخالدي وقتها (2016) مديرًا عامًا لشركة التأمين الوطنية (وقبلها مديرًا عامًا لشركة التأمين العراقية) ورئيسًا لديوان التأمين وكالة.  وقد كان المشروع مشوبًا بفقر الالتزام بالقواعد الإجرائية الصحيحة[4] إضافة إلى التضارب بين ممارسة صلاحيات رئيس الديوان وإدارة شركة تأمين عامة من قبل نفس الشخص.

في حالة إسراء صالح داؤد لم يظهر حتى الآن، حسب علمي، ما يؤشر على قيام تضارب في ممارسة الصلاحيات ولو أن التضارب قائم بالقوة.  ما وصلني من معلومات تفيد أن داؤد تدرك وضعها الحالي الذي ينطوي على تضارب في المصالح، ويبدو أنها تمارس صلاحيتها في رئاسة الديوان بحيادية كون الديوان مُشرفًا على شركات التأمين كافة.  مع ذلك ليس هناك معلومات عن تطبيقها للأدوات المستخدمة في الرقابة regulation على شركات التأمين.  ويرد ببالنا تطبيق الأدوات التالية:

-الرقابة على الأسعار (أقساط التأمين) لضمان تحقيق محفظة آمنة لمقابلة مطالبات التعويض دون تعريض الملاءة المالية للشركة إلى خطر الإعسار.

-الرقابة على المُنتج التأميني (صياغة وثيقة التأمين لتكون مختلفة عن وثيقة تأمين شركة منافسة، وهي ما تلجأ إليه شركات التأمين في حال عدم قدرتها على التنافس على الأسعار)

-الرقابة على الاستثمار الرأسمالي (التأكد أن الاستثمارات لا تؤثر سلبًا على ملاءة شركة التأمين، فبعض الاستثمارات ذات الربحية العالية قد تنطوي على أخطار وتتدخل الرقابة لضبطها، ومن هنا منشأ التأكيد على الاستثمارات الآمنة كالسندات الحكومية)

ترى هل أن ديوان التأمين يُطبّق هذه الأدوات في ممارسة رقابته على شركة التأمين الوطنية وشركات التأمين الأخرى؟

(4)

من باب التبسيط، ينشأ تضارب المصالح conflict of interest عندما يكون للشخص، الطبيعي أو المعنوي، علاقتان/موقعان تتنافسان مع بعضهما البعض على ولاء الشخص تؤثر على تصرفه أو حكمه أو قراراته.  ولذلك تلجأ الهيئات الرقابية إلى وضع القواعد لتجنب التعارض والحيلولة دون وقوعها لدى الشركات التي تقوم بالرقابة على نشاطها. على سبيل المثل، فإن هيئة الرقابة على القطاع المالي، ومنه التأمين، في بريطانيا تفرد فصلًا كاملًا من كتاب قواعد الرقابة لهذا الموضوع.  كما أن شركات التأمين في أسواق التأمين المتقدمة لها قواعدها التنظيمية لتشخيص حالات تضارب المصالح وسبل التعامل معها.[5]

هناك مشكلة قد تنشأ من جمع الشخص بين موقعين توصف بالإنجليزية بالـ regulatory capture، ويمكن ترجمته بالانحياز أو الولاء المعاكس أو الاستيلاء التنظيمي.  ويعني هذا خضوع هيئة الإشراف والرقابة (ديوان التأمين) لتأثير أو هيمنة الجهة التي تخضع لرقابتها (شركة التأمين الوطنية).  وهذا احتمال قائم رغم أننا لم نرصد من تصرفات تشير إليه.

هذا الانحياز التنظيمي الذي ينشأ من تضارب المصالح غائب في قرارات وزارة المالية عند تعيينها لشخص واحد لإشغال موقعين في نفس الوقت.  ويستغرب البعض غياب المعرفة بموضوع التضارب لدى وزير المالية الحالي على علاوي خاصة وأنه مُطّلع على إدارة المؤسسات في العالم الغربي حيث تلقى معظم تعليمه الجامعي.

إن هيئات الإشراف والرقابة على النشاط التنظيمي في الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثل، تهتم بموضوع تضارب المصالح وتضع الضوابط لمنع قيامه.  فقد أصدرت الهيئة الأوروبية للتأمين والمعاشات المهنية European Insurance and Occupational Pensions Authority (EIOPA) مجموعة من المعايير لضمان استقلالية هيئات الإشراف تحت عنوان معايير استقلال السلطات الإشرافية[6] Criteria For The Independence Of Supervisory Authorities.

وقد تناولت الهيئة الموضوع تحت العنوان الفرعي “تضارب المصالح”، ص 13-14.  ومما جاء في معايير الهيئة أن السلطة الإشرافية يجب أن تلزم الموظفين وأعضاء مجلس إدارتها بالإبلاغ عن تضارب المصالح.  كما يجب على موظفي وأعضاء الهيئة الإدارية للسلطة الإشرافية النأي بأنفسهم من القرارات التي يكون لديهم فيها تضارب في المصالح.

نأمل أن يثير هذا المقال اهتمامًا لعله يؤدي إلى تصحيح خطأ تعيين نفس الشخص لإدارة كيانين يوفر فرصة قيام التضارب في المصالح.

5 أيلول 2021


[1] مصباح كمال، “’استقلالية‘ ديوان التأمين العراقي ورئاسته،” مجلة التأمين العراقي:

http://misbahkamal.blogspot.com/2012/12/on-independence-of-diwan-and-its.html

[2] سأكون شاكرًا لمن ينبهني إلى أي خطأ في المعلومات المدرجة هنا.

[3] مصباح كمال، “عزت الشابندر يتهم مدراء شركة التأمين الوطنية ورئيس ديوان التأمين بالفساد،” موقع شبكة الاقتصاديين العراقي:

http://iraqieconomists.net/ar/wp-content/uploads/sites/2/2019/07/عزت-الشابندر-يتهم-ديوان-التأمين-وشركة-التأمين-الوطنية-بالفساد-1.pdf

[4] مصباح كمال، “مشروع دمج شركات التأمين العامة،” موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين

http://iraqieconomists.net/ar/2016/02/21/%d9%85%d8%b5%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%88%d8%b9-%d8%af%d9%85%d8%ac-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9/

مصباح كمال، “عودة إلى مشروع دمج شركات التأمين العامة،” موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين:

http://iraqieconomists.net/ar/2016/11/19/%d9%85%d8%b5%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%88%d8%b9-%d8%af%d9%85%d8%ac-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84/

[5] على سبيل المثل: https://www.zurich.co.uk/en/services/uk-conflict-of-interest-policy-summary

[6] European Insurance and Occupational Pensions Authority, Criteria For The Independence Of Supervisory Authorities. Luxembourg: Publications Office of the European Union, 2021.