Monthly Archives: سبتمبر 2014

Reflections on the 30th Conference & Golden Jubilee of the General Arab Insurance Federation

خواطر مشارك في مؤتمر الاتحاد العام العربي للتأمين
شرم الشيخ، 1-4 أيلول/سبتمبر 2014

باقر المنشئ
مدير عام
الشركة اليمنية العامة للتأمين

شاركت ضمن وفد الشركة اليمنية العامة للتأمين لحضور المؤتمر العام الثلاثون للاتحاد العام العربي للتأمين الذي أنعقد في شرم الشيخ للفترة من 1 – 4/9/2014.

تزامن انعقاد المؤتمر مع اليوبيل الذهبي للاتحاد الذي تأسس في خريف عام 1964 وانعقدت أولى جلساته في القاهرة. وتكريماً لدور مصر الرائد في هذا المجال تم اختيار شرم الشيخ مكاناً لانعقاد المؤتمر الثلاثون وللاحتفال باليوبيل الذهبي للاتحاد العام العربي للتأمين.

كانت أول مشاركة لي في مؤتمرات الاتحاد العالم العربي للتأمين في المؤتمر الذي أنعقد في بغداد للفترة من 27 – 29 آذار من عام 1984. وعلى الرغم من أن المؤتمر أنعقد خلال أحداث الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988) إلا أن الحضور كان حاشداً وبإعداد كبيرة لا سيما من المعيدين ووسطاء إعادة التأمين الغربيين الذين استمتعوا بما تضمنه المؤتمر من نشاطات تأمينية وما حفلت به ليالي ألف ليلة وليلة البغدادية.

أبتدأ مؤتمر شرم الشيخ في مهرجان احتفالي في اليوم الأول منه، تم خلاله تكريم عدد من رواد التأمين العرب. وبقدر تعلق الأمر بتأسيس الاتحاد العام العربي للتأمين، تمَّ تكريم كلٍ من الدكتور مصطفى رجب والأستاذ عبد الباقي رضا كونهما من المشاركين المؤسسيين الأحياء للاتحاد، أمدّ الله في عمريهما وجعلهما مفخرة للعراق وللعراقيين وللعرب.

لقد كانت فرحتي طاغية في أن التقي من جديد بالأستاذ عبد الباقي رضا الذي التقيته آخر مرة خلال مؤتمر الاتحاد العام العربي للتأمين الذي أنعقد في دمشق عام 2006 وأيضاً بالدكتور مصطفى رجب الذي التقيت به آخر مرة في مؤتمر الاتحاد العام العربي للتأمين الذي أنعقد في البحر الميت في الأردن عام 2010. هما قمتان شاهقتان في صناعة التأمين العربية على مدى الدهر. وأود الإشارة إلى أن الأستاذ عبد الباقي رضا كان قد استقطبني للانضمام إلى شركة التأمين الوطنية في عام 1975 عند عودتي إلى العراق بعد الانتهاء من دراستي للماجستير والعمل في أمريكا.

الافتتاح الرسمي لليوبيل الذهبي كان صباح يوم الثلاثاء 2/9/2014 وحضره حشد كبير من المسؤولين المصريين وممثلي أعضاء الاتحاد العام العربي للتأمين وهيئات الرقابة على التأمين وجمعيات وسطاء التأمين العربية وشركات التأمين وإعادة التأمين العالمية وكذلك وسائل إعلام متعددة.

الاحتفالية تضمنت عدداً من كلمات الافتتاح التقليدية، بدأها الأستاذ أشرف سليمان، وزير الاستثمار المصري، ممثلاً لراعي المؤتمر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ومن ثم كلمة الأستاذ عبد الخالق رؤوف خليل الأمين العام للاتحاد. كما ألقيت كلمات لرئيس الاتحاد السابق ورئيس الاتحاد الجديد ورئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر.

طبقاً للنظام الأساسي للاتحاد، باشر المؤتمر أعماله وذلك بعرض جدول الأعمال الذي تضمن:

أولا: جلسة الشؤون الإدارية
مراسم انتقال رئاسة الاتحاد من رئيس الاتحاد المغربي إلى رئيس الاتحاد المصري. تشكيل اللجنة الإدارية للمؤتمر. تشكيل مجلس الاتحاد للدورة 2014 – 2016. تشكيل اللجان الخاصة بالمؤتمر وتقرير الأمين العام للاتحاد.

ثانياً: البرنامج الثقافي – وتضمن جلستين.
الجلسة الأولى: سوق إعادة التأمين “نظرة مستقبلية”.
الجلسة الثانية: استشراف فرص نمو صناعة التأمين العربية، التي انقسمت إلى محورين.

المحور الأول: التأمين التكافلي.
المحور الثاني: التأمين المتناهي الصغير.

ثالثاً: الاحتفال باليوبيل الذهبي للاتحاد
حيث أقيمت عدداً من الأمسيات والدعوات الساهرة المطعمة بالعروض الفولكلورية المصرية التي لاقت استحسانا واسعاً من المشاركين.

رابعاً: تحديد موعد ومكان المؤتمر القادم.
أتفق على انعقاد المؤتمر العام العربي للتأمين القادم في بيروت في عام 2016.

البرنامج الثقافي للمؤتمر
الملاحظ في هذا المؤتمر اقتصار البرنامج الثقافي على مواضيع محددة وانحصرت في يوم واحد على خلاف المؤتمرات السابقة. وأيضاً، غياب موضوع ساخن يهم اقتصاديات البلدان العربية والعالمية وصناعة التأمين ألا وهو أحداث العنف السياسي وأثره على صناعة التأمين العربية والعالمية. على الرغم من أن وسطاء التأمين وإعادة التأمين استغلوا انعقاد المؤتمر لتسويق تغطية متخصصة في أخطار الحرب والحرب الأهلية والشغب والاضطرابات المدنية بدوافع سياسية، حيث أصبح لهذه المخاطر أسواق متخصصة تمنح تغطيات بكلف مرتفعة نسبياً تعتمد على زمن ومكان الغطاء المطلوب. في حين نرى أن المعيدين العرب لم يكن لهم دوراً واضحاً وملموساً في هذه التغطية.

المشاركة في المؤتمر
شارك في مؤتمر شرم الشيخ أكبر تجمع عربي/عالمي للعاملين في صناعة التأمين وإعادة التأمين، لم تشهده المؤتمرات في السابق إذ بلغ عدد المشاركين ما يقارب 1500 مشارك من عشرات من دول العالم. ومرد ذلك إلى إدراك الشركات المشاركة والأفراد بأهمية هذا المؤتمر إذ أتاح عقد لقاءات واجتماعات وصفقات عمل ولقاء لزملاء المهنة، وأيضاً ضيافة كريمة وأمسيات سمر متميزة كان لها الأثر الكبير على نفوس المشاركين.

المشاركة العراقية في المؤتمر
على الرغم من أن العراق من المؤسسين للاتحاد إلا أن الحضور من شركات التأمين العراقية، باستثناء حضور كل من الأستاذ عبد الباقي رضا والدكتور مصطفى رجب، اللذين حضرا المؤتمر للتكريم كونهما من المشاركين في تأسيس الاتحاد، كان متقصراً على الأستاذ صادق حسن عبد الرحمن، مدير عام الشركة العراقية للتأمين. ولم تشارك شركة التأمين الوطنية، وشركة إعادة التأمين العراقية، وأياً من شركات التأمين الخاصة، في حين علمت بأن عدداً من الغربيين الذي يعملون في قطاع التأمين العراقي، بشكل أو بآخر، شاركوا في المؤتمر في حين غاب أبناء العراق!

توصيتي ورجائي إلى المسؤولين على قطاع التأمين العراقي وكذلك إلى العاملين في قطاع التأمين أن لا يفوتوا مثل هذا الفرص للحضور والمشاركة الفاعلة في مثل هذه المؤتمرات المهمة وبما يتناسب مع أسم ودور العراق في صناعة التأمين العربية والعالمية.

صنعاء 24 أيلول/سبتمبر 2014

The Importance of Punctuation in Insurance Contracts and Policies

أهمية “علامات الترقيم” في وثائق التأمين والعقود

احمد الحريري

نشرت هذه المقالة أصلاً في موقع التأمين للعرب
http://www.insurance4arab.com/2014/09/blog-post_18.html

قد لا يولي الكثيرون أهمية كبيرة لعلامات الترقيم في العقود، لكن التعويضات الخاصة بالتسرب النفطي في خليج المكسيك عام 2010 والتي تسببت فيها شركةBP او (بريتش بيتروليوم) سلطت الضوء على الأهمية الخاصة جداً لعلامات الترقيم في العقود بشكل عام وبوالص التأمين بشكل خاص، خاصة إذا علمت ان علامة ترقيم واحدة كانت قد فتحت مطالبة بقيمة 750 مليون دولار بسبب فقدان “فاصلة” بين كلمتين في عقد تأمين. هذه القضية وقيمة المطالبة استنفرت شركات التأمين وشركات حفارات النفط حول العالم التي هرعت لقراءة بوالص تأمينها وإلى تفحص الفواصل والنقاط فيها.

وتقوم القضية على أن شركةBP وعقب التسرب النفطي رفعت مطالبة لشركة (ترانس أوشن) للتأمين تطالبها فيها بمبلغ 750 مليون دولار تحت بوليصة التأمين التي اصدرتها لصالحها والمطالبة كلها تقوم إستناداً على علامات الترقيم في البوليصة حيث أن شركةBP تدعي أن التغطية التأمينية “مبهمة” وغير واضحة وبالتالي يحق لها المطالبة بمزيد من التعويضات تحت بوليصة التأمين بحجة عدم وجود “فاصلة” تفصل بين كلمتين في العقد.

وطبقاً لقانون ولاية تكساس التي كانت تعالج القضية فإنه عندما يتحقق وجود (إبهام) في العقد فإن هذا (الإبهام) يفسر لصالح المؤمن له وهي في هذه الحالة شركة (بريتش بتروليوم BP) حيث أدعى محامي شركة (بريتش بتروليوم) السيد / آلان مور للمحكمة أن شركة (ترانس أوشن) وعدت شركةBP بتغطية واسعة لعقد الحفر الخاص بها في خليج المكسيك وأن شركةBP دفعت أقساط البوليصة وتتوقع أن يتم تغطيتها بعد كل ما دفعته ”

شركة (بريتش بتروليوم ) حاججت أن العقد ينقصه “فاصلة لغوية كانت ضرورية جداً” وقال محاميها (سواء أكان عدم وضع “الفاصلة” يعطي نتيجة لذلك “تغطية موسعة” أو كان عدم وضع الفاصلة “أنشأ غموض” في عقد التأمين فإن ذلك يجب ان يفسر لصالح المؤمن له كما يشير قانون ولاية تكساس).

وقال محاميBP انه إذا كانت شركة التأمين تريد تحديد التغطية فعليهم أن يقوموا بذلك بلغة واضحة وليست “مبهمة” في بوليصة التأمين.

والفاصلة التي تحدث عنها المحامي وردت في نص البوليصة كالتالي:
BP, its subsidiaries and workers would be “named as additional insureds” in Transocean’s polices “except Workers’ Compensation for liabilities assumed by [Transocean] under the terms of this contract.”

وتحاجج شركةBP أنه حيث أن لا “فاصلة” بعد كلمات “workers’ compensation,” فإن هذا يجعل التغطية مفتوحة في البوليصة وقال محاميBP “أنه لا توجد في البوليصة صيغة تشير إلى محدودية نطاق المسؤولية”.

جمعيات صناعة الطاقة والتي تمثل ملاك الحفارات حول العالم ونقابات التأمين تابعت القضية بكل شغف إذ انها قضية لها توابع كبيرة مالياً فيما إذا كان عقد التأمين يغطي الشركة بلا حدود أو أنه محدود التغطية.

وطالبت مجموعة من شركات التأمين المحكمة المشرفة على القضية أن تحكم ان العقد لا يقدم تغطية “غير محدودة” وفق ما تطلبه بريتش بتروليوم وقالت جميعنا نتفق أن (بريتش بيتروليوم هو المؤمن له والمستفيد من البوليصة) ولكن لب المشكلة هو “نطاق التغطية” الذي نحن بصدده.

أما (ريغان سمبسون) محامي شركة (ترانس أوشن) فقد قال إن شركة (بريتش بتروليوم) تحاول أن تجعل من بوليصة (محدودة التغطية) بوليصة تأمين (بلا حدود) وتريد من البوليصة أن لا تكون محدودة بموقع المشروع حيث حدث التسرب بل تريدها ان تغطي العالم كله وهذا شئ “سخيف”.

وقال إن العقد كان واضحاً وبموجب قانون ولاية تكساس فإنه “لا يمكن لبريتش بتروليوم أن تثبت اي غموض في البوليصة باعتمادها على علامات الترقيم” و “الفاصلة” المفقودة في النص والمتنازع عليها هي المتعلقة بتغطية تعويضات العمال القياسية في تكساس كلها وقال للمحكمة “انه لا يمكن تقديم تعويضات عمال لشخص لا يعمل عندك أصلاً” وهذا الشرط لا يعطي تغطية موسعة لشركة BP

وكان من ضمن الدفوع المقدمة للمحكمة العليا في تكساس أن (المؤمن والمؤمن له لم يناقشوا تغطية غير محدودة لـ BP وأن موافقةBP على ما تدعيه يعني تعويضات بمقدار 750 مليون دولار.

القضية أعلاه، مثال بسيط على أهمية الصياغة اللغوية لعقد التأمين وعلى أهمية علامات الترقيم والتي قد يؤدي استخدامها الخاطئ أو عدم استخدامها إلى عواقب قانونية ومالية قد تودي بشركة التأمين بالكلية.

احمد الحريري
18.09.2014