Monthly Archives: فيفري 2015

Malaysian Airline Losses in 2014 and Impact on Insurance

خسائر حوادث سقوط الطائرات الماليزية عام 2014 وعلاقتها بالتأمين[1]

عبد القادر عبد الرزاق فاضل

عزيزي مصباح

تحية طيبة

يكاد لا يمر يوم في حياة البشر الا ونسمع بأحداث في كل مكان كالحرائق، والزلازل، والاعاصير، والفيضانات، والانهيارات الارضية، والعواصف الثلجية، والبراكين، والتسونامي، وغيرها من الاخطار.

وقد تعرض الطيران الماليزي الى ثلاثة حوادث مأساوية عام 2014 اثرت سلباً على اداء الشركة.  وهذه الحوادث، باختصار، هي كما يلي:

  1. الحادث الاول: اختفاء طائرة من طراز بوينغ 777- 200 في الرحلة رقم MH370 بشكل غامض في 8/اذار/2014 في منطقه السواحل الغربية من شبه جزيره ميلاكا.  اقلعت الطائرة من كوالالمبور ولم تصل الى نهاية رحلتها في بكين، وكان على متنها 239 راكبا، منهم 154 صينيون.  وفشلت جميع الجهود، حتى يومنا هذا، في تقفي اثرها.  وتعتبر عملية البحث عن الطائرة المفقودة بمشاركة عدد ضخم من الطائرات والسفن والغواصات والاقمار الصناعية الأعلى كلفة في تاريخ الطيران اذ بلغت مئات الملايين من الدولارات.  وبلغ ما انفق في شهر واحد 44 مليون دولار على عمليات نشر السفن الحربية والطائرات في بحر الصين والمحيط الهندي وجنوب استراليا من قبل الصين والولايات المتحدة وفيتنام.

المستغرب في هذا الحادث هو اختفاء الطائرة بهيكلها وركابها، ولا يزال الاختفاء لغزاً بحاجة الى تفسير.  ونأمل ان نسمع في القريب العاجل الى ما توصلت إليه السلطات المعنية من معلومات عن هذه الطائرة لتزيل غموض اختفاء الطائرة .

  1. الحادث الثاني: سقوط الطائرة الماليزية في 17/تموز/2014 الرحلة  MH 17من طراز بوينغ 777 في شرق اوكرانيا كانت متجهه من امستردام الى كوالالمبور وعلى متنها 298 راكبا لقوا حتفهم جميعا.  ويعزى سبب سقوط الطائرة الى صاروخ ارض-جو كون المنطقة كانت تشهد عمليات عسكرية.
  2. الحادث الثالث: سقوط الطائرة الماليزية Air Asia من طراز Air Bus A320 في 28/كانون الاول/2014 رحله رقم A320 المتجهة من سوربايا/اندونيسيا الى سنغافورة وسقطت في بحر جاوة وعلى متنها 162 راكب ولم يتم العثور على ناجين وفقدت بسبب سوء الاحوال الجوية.

كنتيجة للحوادث الثلاثة لم يخرج اي ناجين منها، وبلغ عدد الركاب الذين لاقوا حتفهم 699 راكب.  وقد قدرت خسائر الحادث الثالث Air Bus بمبلغ لا يقل عن 300 مليون دولار.  وتجاوزت خسائر شركات التامين واعادة التامين للحوادث الثلاثة مبلغاً يزيد عن 1.250.000.000 دولار (مليار ومائتان وخمسون مليون دولار).

ان هذه الحوادث الثلاثة المأساوية للطيران الماليزي اعلاه غير اعتيادية وتؤثر على مستقبل هذا القطاع لسنوات قادمة وكذلك سوف يتأثر بها قطاع التامين واعادة التامين والذي يتحمل هذه الخسائر الجسيمة.

علما ان خسائر حوادث الطائرات ادت الى افلاس العديد من شركات الطيران العالمية، وتسببت كذلك في ارتفاع اسعار التامين.  ويكفي الاشارة الى ان عام 2001 شهد خسائر حوادث الطائرات والمسؤوليات بلغت قيمتها ما يزيد عن 70 مليار دولار.

ورغم حدة خسائر الطيران فإن سوق التأمين وإعادة التأمين المتخصص في تأمين أخطار الطيران استطاعت استيعاب هذه الخسائر واستمرت العديد من شركات التأمين في الاكتتاب.

مع التقدير.

عبد القادر عبد الرزاق فاضل

بغداد في 8/2/2015

[1] بعث لي الزميل عبد القادر فاضل بهذه الرسالة، ووضع لها عنوان “خسائر حوادث سقوط الطائرات الماليزية عام 2014 وعلاقتها بالتأمين” بغرض النشر في مرصد التأمين العراقي.  وقد تبادلنا بضعة رسائل بشأن محتوى رسالته لكن رأيه استقر على الصيغة المنشورة هنا.

آمل أن تحفز هذه الرسالة القراء على (1) اقتفاء ضعف أو غياب التغطية الحقيقية لحوادث الطيران وجوانبها التأمينية في الصحافة العراقية، سواء ما تعلق بحوادث الطيران في العالم أو العراق.  (2) البحث في حوادث قطاع الطيران في العراق.  ولعل مثل هذا البحث يحتاج إلى الرجوع إلى الماضي (تأسست الخطوط الجوية العراقية عام 1945) وطلب المساعدة من شركات التأمين العراقية التي قامت بالتأمين على الخطوط الجوية العراقية، وأخص بالذكر منها شركة التأمين الوطنية، المؤمن التاريخي للخطوط العراقية.  (مصباح كمال).