Notes on Two Books by Munem Al-Khafaji


ملاحظات سريعة على كتابين حول التأمين في العراق

د. صباح قدوري*

نشرت المقالة أصلًا في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين:

http://iraqieconomists.net/ar/wp-content/uploads/sites/2/2021/11/Sabah-Kadduri-Review-of-Munem-Al-Khafajis-Book-1-IEN.pdf

منعم الخفاجي، نحو قطاع تأمين عراقي فعّال: تحديات وحلول، (مكتبة التأمين العراقي، 2021)، ويتضمن المحاور التالية: مقدمة المحرر، مقترحات حول تطوير قطاع التأمين، مراجعة نصوص وثائق التأمين، التأمين في العراق: الواقع والطموح، التحديات التي يواجهها قطاع التأمين في العراق، سبل النهوض بقطاع التأمين (عرض موجز)، نحو قطاع تأمين عراقي فعال ـ تحديات وحلول.

منعم الخفاجي، تحديث نماذج من نصوص وثائق التأمين: وثائق التأمين من الحريق وخسارة الأرباح والسرقة والسيارات وحياة المقترضين، (مكتبة التأمين العراقي، 2021)، ويتضمن المحاور التالية: إهداء، مقدمة، التأمين من الحريق، وِثائق التصريحات، تأمين الخسارة الأولى، تأمين الخسائر التبعية أو (خسارة الأرباح)، التأمين من السرقة، التأمين من كافة الأخطار، تأمين السيارات، التأمين على حياة المقترضين، وثيقة التأمين الجماعي على الحياة، المراجع.

استلمت مؤخرًا هذين الكتابين من الزميل مصباح كمال.  لست متخصصًا في موضوع التأمين لكنه ليس بعيدًا من اهتماماتي في مجال المحاسبة وخاصة محاسبة التكاليف.  وقد سبق أن ناقشت مقالة الزميل منعم الخفاجي “الربح الإجمالي بين المحاسبة والتأمين” مركزًا على الجانب المحاسبي.  بفضل هذه الخلفية بادرت إلى قراءة كتابي الخفاجي، وكتبت الملاحظات أدناه في رسالة للزميل مصباح كمال

[1]

اطلعت على الكتابين المرسلين ضمن رسالتكم الأخيرة، فوجدتهما بأنهما يحتويان على مواضيع مهمة بخصوص قطاع التأمين العراقي، منها: الخلفية التاريخية للتأمين في العراق، دور التأمين في النشاط الاقتصادي والاجتماعي في فترات زمنية مختلفة مع التركيز على فترة الاحتلال الانكلو/امريكي للعراق في عام 2003 وحتى الوقت الراهن.  وكذلك توصيف الوضع الحالي لقطاع التأمين، بشقيه الحكومي (شركات التأمين العامة) والخاص.  وقد نقدها المؤلف بإيجابياتها وسلبياتها، عبر مراحل تطورها، مع مساهمة جادة في تقديم حلول ومقترحات بناءة لتطوير وتفعيل دور هذا القطاع المهم ضمن الاقتصاد الوطني، ومساهمته النشطة في عملية التنمية الوطنية المستدامة، بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية.

[2]

تناول المؤلف المواضيع المذكورة في الفقرة [1] أعلاه، بشكل منهجي ومهني ومعرفي، واتبع أسلوبًا وصفيًا وتحليليًا للمحاور الواردة فيها، واستخلص النتائج المرجوة من ذلك، وقدم حلولًا ومقترحات بناءة وموضوعية لمعالجة الإخفاقات المتراكمة في قطاع التأمين عبر الزمن، ولاسيما بعد الاحتلال، وهي إخفاقات ظلّت من دون حلول لها من قبل المسؤولين وأصحاب القرار في مختلف المستويات (ديوان التأمين، وزارة المالية، شركات التأمين ذاتها)، مما أضاف إلى تراجع دور قطاع التأمين في أداء مهمته بشكل طموح، أي المساهمة بقسط في عملية التنشيط الاقتصادي، والتنمية من خلال الاستثمار.

[3]

لقد تم التركيز على المحاور الواردة في هذين الكتابين على الجوانب المهنية والمعرفية والتنظيمية والقانونية، على حساب الجانب الاجتماعي، وتأهيل القوى البشرية، وجودة الخدمات للعملاء، ودور ثقافة العاملين في أداء مهام عملهم والمجتمع بشكل عام، وتكنلوجيا المعلومات، وكذلك دور الجامعات والمعاهد ذات الاختصاصات والعلاقة بموضوع التأمين، ومدى مساهمتها في عملية التطوير، وإيجاد آليات فعالة وضرورية لتصحيح مسار القطاع، ليكون فعالا في أداء مهامه بالشكل المطلوب.  هذه الملاحظة لا تقلل من قيمة ما عرضه لنا المؤلف في ثنايا كتاب نحو قطاع تأمين عراقي فعّال.  على سبيل المثل، مناقشته لدور التدريب المهني في النهوض بقطاع التأمين.

لعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن هناك شحّة في الدراسات والمقالات في المجالات التي أتينا على ذكرها.  أقول هذا رغم أن الزميل مصباح كمال هو من بين الأغزر في عرض قضايا التأمين العراقي والتعامل معها من منظور نقدي.  لذلك، نتمنى من المختصين والمهتمين بالشأن التأميني المساهمة في اغناء هذه المواضيع، التي أرى انها مكملة لتلك التي تم معالجتها في الكتابين، والاستفادة منها في تطوير مختلف جوانب مؤسسة التأمين، وصولًا إلى تعزيز مكانة هذه المؤسسة ومساهمتها في التنمية الاقتصادية.

[4]

لن يفوتني هنا أن أقيم واثمن وأقدر عاليا مساهمة الزميل كمال وانتاجه الفكري الغزير في مجال التأمين.  كلما قرأت له مقالًا أو كتابًا في التأمين ازددت قناعة أن قطاع التأمين العراقي، رغم بؤسه الحالي، فإن وعد إسهامه في الاقتصاد ما زال موقوفًا.  إن كتاباته وكتابات زملائه ومن بينهم منعم الخفاجي ما هي إلا لبنات في رسم معالم لتطوير قطاع التأمين العراقي.  فلهم كل الشكر، رغم تقدم العمر بهم، على المتابعة والتنوير واجتراح الحلول. وهنا لن يفوتني أيضا بأن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان للزميل مصباح لقيامه بتحرير هذه المقالة المتواضعة.

5 تشرين الثاني 2021

* باحث أكاديمي وكاتب اقتصادي/علوم المحاسبة الدولية

Post a comment or leave a trackback: Trackback URL.

أضف تعليق