Summer Heat, Ramadan & Productivity


حرارة الطقس تزيد العطل في العراق والموظفون يفضلون الدوام على البقاء في “جهنم

 الثلاثاء 02 آب 2011

السومرية نيوز/ بغداد

انضمت حرارة الطقس المرتفعة الى قائمة المناسبات الدينية والسياسية الطويلة التي تعطل الدوام الرسمي في العراق، بعد أن بلغت الخمسين درجة مئوية او اكثر من ذلك، وفي وقت احجم البعض عن صوم رمضان لهذا العام تحت وطأة الصيف اللاهب، اشار موظفون الى أن انتظامهم في الدوام ارحم من البقاء في منازلهم التي وصفوها بـ”جهنم“.

 

العطلة مفاجأة

يقول الموظف الذي فضل أن نناديه بابو باسم في حديث لـ “السومرية نيوز”، إن “العديد من الموظفين، وأنا بينهم فوجئنا بالعطلة التي تم اقرارها بسبب ارتفاع الحرارة بعد أن وصلنا الى مبنى الوزارة منذ الصباح الباكر، لكننا وجدناها فارغة الا من قلة كانوا قد وصلوا اليها ايضا ثم عادوا الى منازلهم“.

ويضيف ابو باسم أن “حرارة الجو اخذت منا الكثير طيلة المسافة بين المنزل ومقر الوزارة”، مشيرا الى أن “البقاء في الدوام داخل الدائرة ارحم من البيت بسبب انعدام الكهرباء الذي تحوله الى نار جهنم“. 

من جانبه يقول المواطن صباح محمد إن “هذا الشهر ستكون جميع أيامه حارة وملتهبة ومعنى ذلك أن الموظفين سيتوقفون عن الدوام في دوائرهم”، معتبرا أن “ذلك امر غير منطقي ولا يخدم البلد“.

 

توفير الكهرباء بدل العطلة

ومع ان اعلان العطلة الرسمية في الظروف المناخية الاستثنائية امر مقر في مختلف انحاء العالم، الا ان سنه كتشريع لم يجد الترحيب من بعض اعضاء البرلمان.

ويدعو النائب صباح الساعدي الحكومة العراقية للمبادرة الى اشياء اخرى غير التعطيل في الدوائر الرسمية، ومن هذه المبادرات توفير الكهرباء للجميع سواء كانوا في منازلهم او في مؤسسات الدولة“.

من جهته يقول النائب رياض الزيدي إن “العطلة في مثل هذه الظروف لا تحتاج لسن قانون لأنها حالة طارئة يمكن ان تحدث ولفترات زمنية طويلة”، مؤكدا أن “الامر متروك لمجالس المحافظات“.

 

الصوم في آب انتحار

وبما أن شهر رمضان تزامن هذا العام مع حرارة اب “اللهاب” الذي يردد العراقيون منذ زمن أن “آب يذيب المسمار في الباب”، فقد اعرب احد المواطنين الذي مازال في العشرينات من عمره، عن امتناعه عن الصوم قائلا إن “الجو حار ودرجة الحرارة غير طبيعية ولا يمكن تحملها”، مبينا أن “الوضع يزداد تعقيدا بسبب الساعات الطويلة لانقطاع التيار الكهربائي وعطل المولدات“.

بدوره يؤكد عبد الكريم محمد أنه “في حال القيام باحصائية فلا تجد نسبة الصائمين تتجاوز 25 بالمائة”، عازيا ذلك الى “انقطاع الكهرباء والحر الشديد جدا وارتفاع المواد الغذائية، اذ أن قنينة الزيت التي كانت تباع بـ1500 دينار قبل اربعة ايام اصبحت الان تباع بضعف هذا المبلغ“.

 

العطل تحرق مليارات الدولارات

ويؤكد مستشار البنك المركزي مظهر محمد صالح في حديث لـ “السومرية نيوز”، أن “أي عطلة تعتبر تعطيل للنشاط الاقتصادي ونحن لا نؤمن بكثرة العطل”، مشيرا الى أنه “إذا تم تقسيم أيام العمل من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي على أيام السنة ومقارنتها بأيام العطل فستقدر الكلفة بمليارات الدولارات“.

ويضيف صالح ان” البلد كثرت فيه العطل وبالتالي فان الأمر يعد تعطيلا للحياة الاقتصادية والإنتاج وضرب لمصالح الفقراء الذي يعيشون على ما يحصلون عليه في اليوم ذاته، وهو ما يؤدي إلى نقص الناتج المحلي الإجمالي بشكل مباشر او غير مباشر“.

ويؤكد صالح أن “البلد الذي يريد أن يزيد من انتاجه عليه أن يعمل أكثر وليس أن يتعطل أكثر“.

وأعلن مجلس الوزراء العراقي، أمس الاثنين، عن تعطيل الدوام الرسمي في الدوائر الحكومية في المنطقتين الوسطى والجنوبية وبضمنها بغداد، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، فيما دعت وزارة الصحة المواطنين إلى الوقاية من التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر، مؤكدة اتخاذها إجراءات طارئة، لتزامن ارتفاع درجات الحرارة مع شهر رمضان.

وتشهد بغداد والمحافظات ارتفاعا كبيرا بدرجات الحرارة وصلت إلى أكثر من 50 درجة مئوية يرافقها انقطاع للتيار الكهربائي، في حين اعلنت هيئة الانواء الجوية العراقية أن درجات الحرارة لن تقل عن الخمسين درجة مئوية حتى الخميس المقبل.

يذكر أن لجنة حقوق الانسان في مجلس النواب كشفت في تصريحات صحافية سابقة عن مشروع قانون يلزم الحكومة اما بتعطيل الدوام الرسمي او تقليص ساعاته، في ظروف ومناسبات معينة، كارتفاع درجات الحرارة وعند حلول شهر رمضان، مؤكدة أنها “انتبهت مؤخرا إلى عدم وجود تشريع قانوني، اسوة بمختلف دول العالم التي تتبنى النظام الديمقراطي، قادر على رفع ضرر بيئي عن شريحة واسعة من الشعب، ممثلا بارتفاع درجات حرارة الجو في العراق إلى مستوى قد يلحق اذى بهم.

Post a comment or leave a trackback: Trackback URL.

أضف تعليق